إن الأنسان مجبول على الفضول ولا سيما في هذا الزمان الذي أصبح الغير مباح مستباح والخاص عام مما يجعل المرء في انشغال لا فائدة فيه.

فهنا كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم ونفدت إلى القلوب كلمته، يوصينا في كلمات موجزة من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فالتعبير بالإسلام هنا ليدخل فيه جميع الأقوال والأعمال الظاهرة والبطانة التي تدخل في تعريف الإسلام.

فالمتأمل في هذا الحديث يجد أن المرء المتصف بهذه الصفة سيكون مقفلاً لأبواب من الشر عديدة و على نقيض عندما يكون منشغلا بغيره وعنده فضول دائم وحرص على معرفة ما لا يعنيه فقد يؤدي هذا الطريق إلى النميمة والتجسس وقد يجعل المرء بغيضا ثقيلا عليهم ويكفي أنه يتنافى مع حسن إسلامه.

فالمنشغل بطاعة الله ورضوانه لا يجد وقتا لشيء آخر عداه، حيث قال الشاعر:
عمدة الدين عندنا كلمات **أربع من كلام خير البرية
اتق الشبهات وازهد فيما ودع **ما ليس يعنيك واعلن بنية
فمن لوازم ترك المرء ما لا يعنيه فتح أبواب من الخير عديدة فليس بين حسن المرء وإساءة إسلامه إلا شيئا واحدًا ترك ما لا يعنيه.

فالمتأمل في الدنيا على اختلاف أحوالها لن يجد المرء الراحة إلا في ترك ما لايعنيه جملة وتفصيلا.