شهد عام 1990 /1991ميلادية، طفرة في العلاقات بين الدول العربية وذلك للمرة الأولى بعد حرب أكتوبر 1973، إذ كان الموقف إما تحرير الكويت أو دعم صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق في احتلاله الكويت.

ونذكر هذا العام بالتحديد لكونه شهد حرب الخليج الثانية، أو أم المعارك، أو حرب تحرير الكويت وأطلق عليها عسكرياً أيضاً اسم عملية درع الصحراء، والتي بدأت من 7 أغسطس 1990 وحتى 17 يناير 1991) وثم عملية عاصفة الصحراء من من 17 يناير إلى 28 فبراير 1991.

وشنت هذه الحرب قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

ونستذكر في هذا الشأن دور الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في الحرب، بالتزامن مع وفاته اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 92 عامًا، قضى منها 30 عامًا رئيسًا لجمهورية مصر العربية.

وكان الرئيس الأسبق مبارك هو حلقة الوصل إلى جانب المملكة بين الدول العربية والغرب، لتقريب وجهات النظر واتخاذ موقف حازم من احتلال الكويت، كما أنه رفض عرض صدام حسين 25 مليون دولار من أجل إطعام الشعب المصري للوقوف بجانبه، وقد أصدر بيانًا يُعلن فيه موقف بلاده الرافض للغزو بعد يوم واحد فقط منه، إذ فضل إرجاء البيان لحين التفاوض مع صدام لإرجاعه عن فعله.

ودعا مبارك حينها إلى قمة عربية طارئة لمناقشة الوضع العربي، وكان له موقفًا آخر داخل الجامعة العربية ظهر على الهواء مباشرة، عندما أعلن تصويت كل دولة عربية على موقفها على الملأ وفي بث تلفزيوني حيّ.

وأكد مبارك أن دعوته « ليس لقمة عربية لتبادل الاتهامات والشتائم وتمزيق ملابس بعضنا البعض، وإنما لحل المشكلة في الإطار العربي الذي هو أكرم للأمة العربية ».

ومع انعقاد القمة في صباح الأربعاء العاشر من أغسطس، أعلن مبارك التصويت على القرار الختامي للقمة على الملأ وهو إدانة الغزو برصيد 12 صوتًا، قائلًا للزعيم الليبي معمر القذافي عندما احتج على ذلك « أيوه يا أخ العقيد، إحنا قعدنا نتكلم 7 ساعات، لم أسمع صراخ فعال علشان احتواء الأزمة، كل واحد قاعد يحكي قصة».

وقال مبارك « لدينا مشروع قرار وزعناه في الصباح وسوف أطرحه الآن للتصويت » وبدأ في عد ثم الأصوات الموافقة على مشروع القرار، والتي بلغت 12 صوتا من أصل 20 دولة، فيما وصف وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى الموقف بأنه «لم يكن سيصدر القرار لو لم يفاجئ مبارك الجميع بالتصويت عليه على الملأ، إذ كانت هناك احتمالات أن تتكتل الدول الرافضة لإدانة الغزو العراقي للكويت وتحبط استصدار القرار أو أن تهدد بالانسحاب من الجامعة العربية ».

وبعد أربعة أيام من القتال بدأت 24 فبراير 1991 ، طردت جميع القوات العراقية من الكويت وتم إنهاء احتلال الكويت دام ما يقرب من سبعة أشهر من قبل العراق.

اقرأ أيضًا:

آخر كلمات حسنى مبارك كرئيسًا لمصر (فيديو)

بالفيديو والصور.. الظهور الأخير للرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك