بطبيعتنا البشرية نحن ننشغل عن جماليات الحياة ، فلا ننظر لما نمتلك بعيون الشكر غالباً ؛ فنجعل تركيزنا على ما نحتاج و نفتقد إليه ..
أعتقد بأن ذلك جزء من طبيعتنا حيث تنحرف بنا الحياة في كل فترة لتجعل نظرتنا قاصرة على ما نحتاج ، ولكن من الجميل أن يأتي من يأخذ بيدنا ليعيدنا إلى التوازن المطلوب الذي يجعل نظرتنا معتدلة ..

وقد تنوعت أشكال الأخذ باليد كموقف عابر يسوقه الله إليك أو صديق يحدثك أو آية وحديث يلفت انتباهك ويعيد إليك توازنك وربما كتاب أو مقالة كما أتمنى أن أكتب الآن فقط لأغير نظرة كل قاريء ..

أول مثال ورسالة أريد أن أطرحها من أول وأكبر كتاب مؤثر في حياة كل انسان مسلم ، القران الذي يحمل رسائل ربانية ..

نعم فقد جاءت رسائل ربانية تحمل تنبيهات تجعلنا نمارس الشكر و نتأمل النعم التي تحيط بنا
كما ذكر تعالى في سورة البقرة : ( يا أيها الذين ءامنوا كلو من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )
لفظ صريح يحث المؤمن على الشكر مع إرتباطة بالعبودية لله تعالى ..

أيضاً جاء ذكر العبد الشكور وضرب الله مثلاً عليه في نبينا نوح عليه السلام في سورة الإسراء حين قال تعالى :
( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا )
كانت هذه رسالة من الله عزو وجل يخبر فيها قوم موسى بأنهم من نسل من نجى من الطوفان مع نوح عليه السلام و فيها تذكير بصفة كانت مرتبطة به ، ألا وهي الشكر حتى يتذكروا هذه النعمة و يشكروا الله عليها ..

فما لنا لا نقتبس هذه الصفة ونطبقها كل يوم على كل جمال نمتلكه ، إنها معادلة بسيطة فنحن حين نأخذ الشكر نقوم بضبط نظرتنا بشكل كبير ، بمعنى آخر نجعل أعيننا تصب تركيزها على الموجود لا المفقود ، وبهذا نسد ثغر الشعور بالنقص و الحزن الذي يعترينا حين ننظر لما نفتقد
فنحول النقص إلى كمال و الحزن إلى سعادة كبيرة و هدوء وقناعة بما نمتلك ، بعد ذلك سيختفي القلق الذي يشعر به الإنسان بسبب خوفه من مفقود ما ..

أيضاً الشكر مرتبط بالامتنان ، فشعور الامتنان لله كل يوم على كل نعمة تحيط بالإنسان يملأ فراغ قلبه ويجعله سعيداً شاكراً

هي أمور بسيطة نحتاج لممارستها حتى نشعر بالتوازن
وأيضاً ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) فمع الشكر تزيد النعم ..

“ دمتم في نِعم عامرة تحيط بكم “