سألني أحد الأصدقاء مرةً : هل طلاب الطب يدرسون مادة “التميلح بالسكراب” ضمن منهجهم الدراسي؟! وقبل أن أجيب؛ دعني أبين ما هو السكراب؟ السكراب هو اللباس الرسمي الطبي الذي يرتديه منسوبو المسار الصحي.
وعَوداً على سؤال صاحبي؛ في صباح يومٍ ما كنت ذاهبًا لاحتساء القهوة قبل أن يداهمني ذاك الصداع! فعدم شربي لقهوتي الصباحية يصيبني بالصداع -كما يدعي كثير من رواد ومحبي القهوة- وربما كان هذا الربط أكبر كذبة بيضاء عرفها التاريخ!

وبينما كنت جالسًا في المقهى؛ إذ بالساعة تشير إلى التاسعة صباحًا، وإذا بجمهورٍ من الأشخاص قادم، وكان جلهم أو أغلبهم من كلية الطب والتخصصات الصحية، أو ربما كان هذا تظاهرًا مزعومًا؛ فإنّي قد ميزتهم بـ “السكراب”، وجلست أقلّب النظر فيهم بتعجبٍ واستنكار لما أرى!.. سواء كان بسبب أحدهم في طريقة دخوله ومشتيه وتبختره و”فشخرته”، أو إحداهم والتي كانت تكشف جزءًا من العباءة حتى يتضح أنها من أهل التخصصات الطبية. وفي اليوم ذاته رأيت أحد الأشخاص -من غير المنتسبين- للمسار الصحي في “سناب شات” التقط صورةً لزي السكراب معلقًا: “نأخذ لنا طقم للعثيم”! فبالفعل لقد انتشرت هذه الظاهرة كثيرًا بالمجتمع.

ربما يظن هؤلاء الذين منّ الله عليهم واصطفاهم للدخول إلى هذه المهنة العظيمة بأنهم شعب الله المختار، أو دعني أقول “المحتار”! فلمَ يُلطخ شرف هذه المهنة العظيمة عند غير أهلها بمثل هذه الأفعال!؟ وقد يتساءل أحدهم قائلًا “لمَ لا تحسن الظن؟! إنَّ بعض الظن إثم”.. فيا صاحبي! “بعضه” إثم.. ركز! وإنّ إحسان الظن يصل إلى حدود معينة؛ وهنا أنا لم أقصد الإساءة إلى طلاب وطالبات الطب الذين يحسنون ارتداء ملابسهم ويتجمّلون بها.. بل لا ضير من ارتدائهم لها في الأماكن العامة كالمقاهي مثلًا؛ بحجة انتظار محاضرة، أو قبل بدء الدوام، أو ما شابه ذلك من أسباب تعطيهم كل الحق! لكني في الوقت نفسه لا أستطيع فهم بعض الإيماءات والحركات التي تصدر والتي توحي وتقول بمعنى أخر “شوفوني تراني لابس سكراب!”

ختامًا:
أودُّ أن أضيف إلى فئة “المتميلحين” ساخرًا؛ أنّ السكراب لوحده لم يعد كافيا؛ بل إنّه أصبح موضة قديمة، فما رأيكم بإحضار السماعة الطبية!
فدعونا نبتعد عن تشويه شرف هذه المهنة بمثل هذه الأفعال وغيرها.