انطلقت سيارة المرسيدس والتي تعود صناعتها للعام 1817م، صنعها محمود بركة والذي يعمل في مهنة الحدادة من سكان بلدة بني سهيلا شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، عمل يعد من الوسائل الإبداعية التي تقوم بها العقول الغزية التي تواجه الحصار الإسرائيلي.

رغم قلة الإمكانات والأدوات المتاحة، فقد تمكن فلسطيني في قطاع غزة من إنتاج مركبة من نوع مرسيدس هي الأولى من نوعها في فلسطين.

مرسيدس فلسطينية تحمل معها آمال صاحبها وحلمه في تحقيق مبلغ يعيله في القيام بأي مشروع، خطوة خطاها محمود في ورشته الصغيرة نحو التغيير للأفضل، سيارة بمواصفات جيدة وصنعت تحت ظروف حصار قاسية، واليوم تخرج إلى الطريق وتتحرك وتسير لتثبت للعالم أن الحصار الإسرائيلي لن يمنع الفلسطينيين من العيش والإبداع، كما أنه يثبت أن الفلسطيني يحق له أن يحلم ولديه الإمكانات الكافية التي تؤهله للمنافسة في الصناعة والإنتاج.

فرحة كبيرة بدت على وجه محمود وكل من شاهد هذا الإنجاز وكل من كانوا يتطلعون إلى هذا الإنجاز، حيث كان انطلاق السيارة بمثابة يوم فرح وعرس، ونطق محمود بكلماتٍ بليغة تحمل في مضمونها كل ما يشعر به، واصفاً يوم انطلاق سيارته بأنه من أفضل الأيام التي شهدتها حياته، لأنه وبعد كل هذا العناء قد تمكن من تصنيع سيارة المرسيدس خاصته، وكانت النتيجة أكثر من مرضية ورائعة.

سيارة شهدت أثناء فترات صناعتها الكثير من التحديات والمشكلات التي دفعت محمود إلى إطلاق العنان لقدراته الإبداعية لحل جميع المشكلات التي واجهته، حتى استطاع على الرغم من كل تلك الظروف أن يكمل ما بدأ به على أكمل وجه.

وتعليقاً على هذا الحدث، قال محمود بركة: «أنا فخور جداً بهذا الإنجاز الذي حققته»، مشيراً إلى أن صناعة سيارة في غزة هو أمر لا يستهان به، و«أنا واثق أنني نقلت رسالة تقول إن الفلسطيني قادر دوماً على الصمود والبقاء ويستحق حياة أفضل».

أما عن فكرة صناعة السيارة الفريدة من نوعها، فقد قال بركة إن «الفكرة تم اختيارها من صورة لهذه السيارة في أحد المواقع التابعة لشركة مرسيدس الألمانية لصناعة السيارات، وطُبقت الفكرة بشكل مهني وعملي داخل ورشته وقد استهلكت الكثير من الجهد والوقت على فترات متقطعة».

وعن الصعوبات التي واجهته خلال تصنيع السيارة قال بركة: إن «أبرز الصعوبات تمثلت في عدم توفير بعض القطع الميكانيكية، وإن وجدت فهي غالية الثمن، وغياب دور المؤسسات التي تهتم بهذه الصناعات»، مضيفاً أنه استبدل بعض القطع الميكانيكية بقطع محلية وأخرى مستعملة، لعدم توفرها في الأسواق الفلسطينية.