القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الرئيسي، يُعظمه المسلمون ويؤمنون بأنه كلام الله المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز المنقول عنه بالتواتر حيث يؤمن المسلمون أنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وهو المتعبد بتلاوته، وهو آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.

كما يعدّ القرآن الكريم أرقى الكتب العربية قيمة لغوية ودينية، لما يجمعه من البلاغة والبيان والفصاحة، وللقرآن أثر وفضل في توحيد وتطوير اللغة العربیة وآدابها وعلومها الصرفية والنحوية، ووضع وتوحيد وتثبيت اللّبنات الأساس لقواعد اللغة العربية، إذ يعتبر مرجعاً وأساساً لكل اللغويين، والقرآن الكريم منهج حياة فقد جاء ليبيِّن للبشرية طريق نجاحها، وخُطط رقيِّها وتقدُّمها، ولما كانت البشرية لا تخرج في مجموعها عن ثلاثة أشكال، هي:

الأول: أفراد، وهي وحدة بناء المجتمعات.

الثاني: أُسر، هي مجموعة من الأفراد تربط بينها وحدة الدَّم والنَّسب والمصاهرة.

الثالث: دول، تكوّن فيما بينها علاقات متبادلة، وتنشأ بينها خلافات، وربما حروب.

وقد صدر مؤخراً تصنيفاً عالمياً من جامعة هارفارد الأمريكية تُصنِّف القرآن الكريم كأفضل كتاب للعدالة ‏وذلك بعد دراسات علمية مطولة ‏بحثت بشكل مكثف قواعد العدالة ‏التي يحتويها القرآن الكريم، مؤكدة ‏بأن القرآن الكريم كتاب حافل بقواعد العدالة الإنسانية، وأن الله سبحانه وتعالى وجّه البشرية من خلاله إلى الطريق الصحيح .

ولقد جاء القرآن العظيم بتشريعات عادلة، احتوت أحكاماً كلية، ومبادئ عامة، في كل فروع التشريع، وصدق الله العظيم القائل: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} والقائل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} .