ضربة غير متوقعة حولت مصاص الدماء قاسم سليماني لرماد بعدما كان يعيث في أرض العروبة فساداً ، قاسم سليماني كأبو بكر البغدادي فكليما متطرف وارهابي سعيا بكل جهدِ لتطبيق مفاهيمهم المتطرفة على الناس مارسا التطهير العرقي والمذهبي نشرا الخوف والدمار تحالفا مع بعضهما البعض رغم الفوارق الأيديولوجية بينهما ومع ذلك رددا ذات الشعار  بوصلتنا فلسطين المحتلة ؟

سليماني ايديولوجي متطرف يحلم بإقامة إمبراطورية فارس العظمى ذات الرداء العنصري والمذهبي ، لا يقل سليماني خبثاً عن زعيم داعش والقاعدة وبوكو حرام ومنظري جماعة الإخوان فجميعهم يتحركون وفق أدبيات الاسلام السياسي المتطابقة فالشيعة والسنة كمذاهب ضحايا للإسلام السياسي الشيعي والسني ولكل اسلام عقيدته وحلمه وقادته وبينهما رؤية مشتركة ، التحالف بين الاسلام السياسي الشيعي والسني قديم وازلي فكل طرف يستفيد من الأخر لتحقيق مكاسب فإيران وإلى وقتِ قريب احتضنت قادة القاعدة ومهدت الطريق لداعش بسوريا والعراق واصطفت خلف حركة حماس واعلت من شأن قادة جماعة الإخوان ومنظريها ، وبما أن المصالح والأهداف مشتركة يتباكى أقطاب الاسلام السياسي السني على قاسم سليماني ويصفونه بالشهيد رغم جرائمه بسوريا والعراق والتي تنم عن كراهية وحقد وعنصرية ومذهبية متطرفة لا يعرف لها التاريخ الحديث مثيل .

الأنظمة القذرة تتخلص من قذارتها إذا شعرت أن تلك القذارة ستصيبها بالمرض وهاهي إيران تخلصت من سليماني بطريقةِ غير مباشرة وعبر استهدافِ امريكي فالنظام الإيراني يعلم جيداً أن سليماني مستهدف نظراً لنشاطاته الإرهابية ولم يوفر له الحماية أو يحرص عليه تركته يواجهة مصيره لانه كان يمثل عبئاً على النظام الايديولوجي ومشاريعه التوسعية في الفترة الحالية المليئة بالتعقيدات والعقوبات الأمريكية والأوروبية وليت ذلك فحسب بل ستستفيد من مقتله عبر تحريك ملف المفاوضات مع امريكا والاتحاد الأوروبي واعادة فتح الاتصالات فيما يخص الشأن العراقي والسوري الذي اثقل كاهل النظام الإيراني طوال السبع سنوات الأخيرة ، سليماني إلى الجحيم ورقة وانتهت إلى مصيرها المتوقع فدموع السوريين والعراقيين وشرفاء اليمن وجدت في خبر مقتله بلسماً وإن كانت النفوس تتمنى لو أن جثته سُحلت وعلقت بمشانق الاحواز وساحة الأمويين ونثرت أشلاءه القذرة بفرات العراق وعلى قمم جبال اليمن السعيد.