اختلف الصحابة في فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ” فبعضهم فهم منه مراد الاستعجال ، فصلى العصر لما دخل وقته وبعضهم أخذ بالظاهر فلم يصل إلا في بني قريظة ، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم أحدا منهم أو يعاتبه ، وفي ذلك دلالة مهمة على أصل من الأصول الشرعية الكبرى ، وهو تقرير مبدأ الخلاف في مسائل الفروع ، واعتبار كل من المتخالفين معذورا ومثابا .

إن الخلاف داخل المجتمع ضرورة كونية وشرعية ، ومالم يتم الاعتراف بها مع تنظيمها وإدارتها ، فإنه يتحول إلى حالة نزاع وشقاق وفرقة ، والمجتمعات لا تنهض ولا تتقدم دون خلاف وتنوع ومنافسة .

وفي الختام لا ننسى قول الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.