ما أن تهدأ مَدَافعُ الحربِ في مدينةٍ، حتى تقرعُ طبولها في مدينةٍ أخرى .
قتلٌ و تهجيرٌ و تدميرٌ وتنكيل، هذا ما يُعاني مِنه أبناءُ وطني اليوم، و على ما يبدو أننا سنُحيى هكذا، سيُفنى شبابُنا ونحنُ نرى أحلامنا تُدمَّرُ أمام أعيُنِنا، ملامحُ البؤسِ ارتسمت على وجوهنا، حتى نَسينا تِلكَ الإبتسامة.

ننامُ على تفجيرٍ و نستيقظ على تفجيرٍ آخر والعديد من الانفجارات التي تتوالى علينا شبه يومي، إن هذه الحرب دمرَّت كل شئ لنا وقتلت كل ما بداخلنا من آمال، دُمِّرَت أحلامُنا قبل منازِلنا، معنوياتُنا قبل شوارِعنا، مُستقبلنا قبلَ مُدنِنا.

لقد مرَّت هذهِ الحرب بأَزِقَّةِ الأرواح، قبل الوطن.

أما لهذهِ اللَّعنةِ أن تنفك عن بلدي قريباً يا الله ؟
لأننا حقاً سئِمنا من هذا الوضع المُزري.

شبابُ وطني تم تحويلهم إلى وحوشٍ، من قِبَلْ السَّاسة العابثين في الأرض الليبية فساداً. أُنتِزعت مِنهم كل القيِّم و ضاعت منهم كافة المبادئ والأخلاق، كما ضاعت مِنهم معاني الإحسان والرَّحمة، وكذلك يتناهشون بعضهم البعض كالكلِاب المسعورة!

رأيتُ أطفالاً في زمنٍ تناسوا اللَّعِبَ أسوةً بغيرهم من الأطفال، أصبحت ألعابِهم تُمثِل واقِعهم، قتالٌ ومطاردات، كلامهم جلُّه فُلانٌ قُتِل والآخر أُعتقِل، ملامحُ الطفولة البريئةِ أصبحت كالرماد على تُراب هذا الوطن.

رأيتُ نساءً لا يعلمنَّ أين يذهبن..!!
للمستشفيات لمساندة أبنائهن
أم للمقابرِ للنواح على من راح ؟

رأيتُ رجالاً ذات زمنٍ غزى الشيبُ رؤوسهم
من شدّةِ هول ما يحدُث..!!

لقد إعتدنا على هذهِ المأساة منذ عام 2011.
فنحنُ لسنا كـمن شهد الحرب لعامٍ أو عامان.

أخـشى أن يقتلع ملكُ الموت أرواحنا
قبل أن نَرى ليبيا الجديدة،
تِلك التي حلمنا بها منذُ نعومة أظافرنا.

ليبيا الأمل، ليبيا الحُب، ليبيا الحياة.

ستُولدُ حتماً لا محالة و ستُبنى بسواعد أبنائها بإذن الله.

وكم نُحِبُكِ يا ليبيا ??❤