يدعي المثالية الزائفة وينتقد الآخرين.. وهو يكاد لا ينفك عن لعبة أخذت نياط قلبه تسمى ” ببجي ” ، تمر الشهور والسنين وهو كما هو لا يتغير، سمعته ذات مرة في أحد المجالس يترنح بصوته قائًلا متفاخرا أنه يقرأ يومياً ٥٠ صفحة وما إن خرجنا حتى قال غمز لي بعينه وقال الحقيقة! أي عجرفة في التفكير تلك! يتقلص دور قوي الشخصية في مسرح ديوانيته في حين حتى عائلته تكاد لا تثق به في أبسط الأمور كاختيار وجبة العشاء!!

تأمل كيف تتحذلق عيون اللاعبين حتى لا يرتد إليها طرفها من بعضهم الذين يعيشون حالة من التحفز الشديد والتوتر المستمر، وهم متسمرون أمام جاذبية وسطوة لعبة (ببجي)! فما هذا السحر الذي تنفثه هذه اللعبة في نفوس لاعبيها؟ بحيث تجعلهم يتخشبون كالألواح لساعات طوال أمامها ومعها فيؤخرون واجبات وظيفية واجتماعية وتعليمية وعبادية، لأنهم لا يتحملون الانفصال عن (ببجي) أثناء اللعب مع مشاركيهم، كي لا يخرجون سريعاً من الشوط القتالي موتى أو مهزومين.

تشير نتائج الدراسات إلى أن نسبة 75% ممن يلعبون هذه الألعاب تغير سلوكهم إلى عدائي أو عنيف كما أثرت على نفسيتهم بسبب ممارستهم الألعاب الإلكترونية ذات الطابع العنيف. وهذه مؤشرات خطيرة على مستقبلهم. فإن إدمان الألعاب الإلكترونية تسبب خلل كبير في العلاقات الاجتماعية فضلا عن أمور أخرى كثيرة!

وتتلخص خطورة لعبة ” ببجي ” تحديدا بالنقاط التالية: التهاون بالقتل وسفك الدماء، خطورة الإدمان على اللعبة يقضي ساعات طويلة خلف شاشة الكومبيوتر أو الهاتف المحمول، التذمر وسوء الأخلاق، التخلي عن المسؤوليات، التراجع الدراسي والعملي نتيجة تعلقهم بمثل هذه الألعاب، تنامي ظاهرة السلوك العدواني نتيجة ما يتعرضون له من العنف والتوتر أثناء اللعبة فينعكس على تصرفاتهم في الأسرة والمجتمع.، وآخرها موت الإحساس.

ختاما: مما تعجب له أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعرف ما يضره ويقبل عليه باختياره الحر قال تعالى ” وهديناه النجدين ” ، ثم بعد ذلك يندم وكأنه يقول يا ليتني قدمت لحياتي ولكن… بعد فوات الأوان عندما سبقه القوم، أدرك أن طموحاته وأهدافه اغتيلت من قبل لعبة عنيفة تدعى ببجي ، كما يقولون ” طاح الفاس في الراس “.