قمة الراحة وإلاطمئنان ‏مع التدشين لمشاريع طال انتظارها ومن أهم أحدى تلك المشاريع أضخم مشروع نقل عام في الشرق الأوسط والذي أفتتح أواخر عام 2018 قطار الحرمين السريع الذي يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة مرورًا بالمدينة الاقتصادية و‫جدة‬⁩ هندسة معمارية فاخرة ويعتبر أول قطار كهربائي سريع على مستوى المنطقة مما أثلج صدورنا وابتهاجنا وفخرنا أفتتاحه مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى .
وملاحظتي من خلال سفري المتكرر خلال السنة لمسقط رأسي المدينة المنورة على قطار الحرمين السريع أرى أنه أفضل بكثير سواء بالمواعيد أو تسهيل اجراءات الدخول والتفتيش الأمني و الإنتظار على عكس الرحلات الجوية وبالإضافة إلى التعامل الراقي من جميع المواطنين العاملين سواء بالمحطة أم داخل القطار ومستوى التشغيل والخدمات مرتفع جدا ألا أن الإشكال يكمن بأسعار التذاكر باهظة الثمن ناهيك عن تسعيره المأكولات والمشروبات المرتفعة جداً .

أغلب الدول تكون أسعار التذاكر رخيصة أو رمزية لأن غالبية ركاب القطارات ومرتادوه هم من الطبقة الكادحة المتوسطة وما دون المتوسطة أما الطبقة المخملية لديهم الطائرات وسيارات فارهه مريحة بهم فهم ليسو في حاجة ركوب القطارات مع عامة الناس .

حيث بلغت تكلفة الدرجة الأقتصادية (131.25 رس ) الفرد للوجهة الواحدة ذهابا مع مضاعفة الرقم إيابا ودرجة رجال الأعمال (220.5 رس) وبطبيعة الحال مضاعفة الرقم في حال العودة ! ارتفاع غير مقبول أطلاقا خاصة على من يريد اصطحاب عائلته ( لو أن عائلة متوسطة من خمسة أفراد سيحتاجون ما يزيد 600 ريال ذهاب فقط ؟ ناهيك عن التنقلات داخل البلد أيضاً له سعره بهذه الحالة السيارة ” مع غلاء البنزين ” أوفر بكثير ناهيك عن الفرق البسيط بينها وبين تذكرة الطائرة قرابة 30 ريال فقط .

والمعروف أن القطارات في جميع دول العالم هي مواصلات الفئة المتوسطة وميسورة الحال من فئات المجتمع من لا يستطيع على دفع تكاليف وسائل النقل الاخرى كالطائرات وسيارات والأجرة وخلافه ! ومن المفترض الدرجة الأقتصادية ( من اسمها ميسره ) يفترض اقتصادي ومناسب لذوي الدخل المحدود والفقراء والأرامل وغيرهم ! لاتزيد عن 15 ريال للطفل 30 ريال للبالغ من جدة مثلا الى المدينة وانا جربت مسافات مقاربة لها في أوروبا ورغم غلاء المعيشة والإرتفاع إلا أنه الأسعار كانت ميسرة جدا لمرتادي القطارات للعمل أو خلاف ذلك وكما أنه إذا كانت التذكرة ذهاب وإياب يوجد تخفيض يصل الى 30% وهناك تخفيض للاشتراك السنوي والفئات المحتاجة للرعاية أمثال أصحاب ذوى الأعاقة … الخ .
فهل أصبح قطار الحرمين مجرد نزهة وليست وسيلة مواصلات ؟ هل أخرج من هدفه السامى خدمة وتسيير لأستثمار وربحية ؟ هل أصبحت رفاهية المواطن هي الورقة الوحيدة الرابحة ؟

لُـزم أن يعاد النظر في الأسعار لما لها من الأثر المادي والبيئي للدولة عندما يعتمد الناس على القطارات ويتخلصون من سياراتهم واعتماد بطاقات ميسره لذوي الدخل المحدود وما دون .