تعتبر الإدارة الإلكترونية من أهم متغيرات العصر التي تتوافق مع متغيراته ومتطلباته ، وهي عملية تحويل كافة الأعمال والخدمات الإدارية التقليدية إلى أعمال وخدمات إلكترونية تنفذ بسرعة عالية ودقة متناهية وبدون استخدام الورق ،فهي تعتبر منظومة تقنية شاملة.

وأهدافها تقليل كلفة الإجراءات الإدارية وزيادة كفاءة عمل الإدارة واستيعاب عدد أكبر من العملاء في وقت واحد وإلغاء عامل العلاقات المباشرة والارشيف وكذلك عامل المكان وإلغاء عامل تأثير الزمان والقضاء على البيروقراطية.

وتعود فكرة الإدارة الإلكترونية إلى سنة 1973 م في الولايات المتحدة، ثم بدأت تنمو وتتطور لاسيما بعد استخدام شبكة الإنترنت حتى أصبحت الآن الكثير من المؤسسات بل والدول تدير أنشطتها المتنوعة دون الحاجة الى استخدام الاساليب الروتينية المختلفة،فالحاجة الى استخدام الورق أصبحت معدومة والمدير يمارس أنشطتة بأي وقت وبأي مكان وبإتقان أعلى مما كان في السابق.
ويعود تطور ونشأة الإدارة الإلكترونية بمفهومها الحديث نتيجة لظهور أساليب جديدة من الإدارة،المتزامنة مع التطور السريع والكبير في تقنيات المعلومات والاتصالات. وكان عام 1973م أول مرة في الولايات المتحدة يستخدم مصطلح المكتب اللاورقي إشارة الى فكرة مفادها التحول الى العمل الرقمي.

وفي عام 1974 م أخذت مؤسسة زيروكس تروج لهذا المفهوم الطموح باعتباره يمثل مكتب المستقبل.
وفي سنة 1996 م كانت بداية الانطلاق لشركة مايكروسوفت في هذا الميدان من خلال استخدام الرابط الشبكي بين الحواسيب المستخدمة في مؤسستها مما أدى إلى تقليص الحاجة لاستخدام الورق بقدر كبير جدا.

في نهاية التسعينات استخدم مصطلح الإدارة الإلكترونية مع انتشار شبكة الإنترنت العالمية،وأعتمد كوسيلة من وسائلها في توفير الخدمات عن بعد.

ومن أهم التجارب الناجحة في مجال تطبيق الإدارة الإلكترونية عالميا وعربيا،هي تجربة الولايات المتحدة أولا ويليها الاتحاد الأوروبي والمانيا وفرنسا وكندا وايرلندا وسنغافورة، حيث استطاعت الإدارة الإلكترونية في هذه الدول أن تختزل الإجراءات المعقدة وتقدم أفضل وأسرع الخدمات للمواطنين وبأساليب لا مركزية فضلا عن تقليل التكاليف على العمل التقليدي.

أما تجارب الدول العربية فتعد تجربة حكومة دبي الإلكترونية من أفضل التجارب وتليها السعودية والكويت والأردن وفلسطين ،والغريب أن فلسطين رغم الاحتلال استطاعت أن تطبق الإدارة الإلكترونية في مجالات واسعة.

وفي النهاية نستطيع ان نقول أن الإدارة الإلكترونية تمثل منعطفا كبيرا وشاملا لجميع المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والإنتاجية والتطويرية من أجل تقديم أفضل الخدمات قياسا لما تقدمة الإدارة التقليدية.