كشف الدكتور أحمد إسماعيل في حوار إعلامي لإحدى الصحف ، ععن الغدَّة النخامية، وتأثيرها في قدرة الرجال والنساء على الإنجاب، وما قد تتسبَّب به من حالات عمًى بصري جزئي أو كلِّي في حال إصابتها بالأورام.

وقال دكتور أحمد ، تُفرز الغدَّة النخامية مجموعة من الهُرمونات ذات الوظائف المهمَّة للجسم ، ومنها هُرمون البرولاكتين الذي يُحفِّز الثديَيْن على إنتاج الحليب بعد الولادة.

وفي بعض الحالات، قد يظهر ارتفاع ملحوظ في نسبة هذا الهُرمون أثناء الفحص والتحليل، وذلك لأسباب فسيولوجيَّة (وظيفيَّة) أو باثولوجية (مرضية). وعلى المريض والطبيب المتخصِّص أخذ الخطوة التالية للتعرُّف إلى سبب هذا الارتفاع، وأخذ العلاجات اللازمة.

وأكد أن ارتفاع نسبة هذا الهُرمون ، له عوارض كثيرة منها : عدم قدرة الرجل أو المرأة على الإنجاب، أو عدم انتظام الدورة الشهريَّة، أو نزول الحليب من ثديَيْ المرأة على الرغم من أنَّها ليست بحامل أو حديثة الولادة، أو حتَّى غير متزوِّجة ، وكذا الأمر مع الرجل الذي قد تُفرز حلمته الحليب عند الضغط عليها.

وثمة عوارض أخرى، مثل: الإصابة بالعمى الجزئي، وعدم القدرة على الرؤية من الجهة اليمنى أو اليسرى أو الوسطى. وفي هذا الإطار، قد يذهب المريض إلى طبيب العيون، أو طبيب المخّ والأعصاب، أو طبيب النسائية أو طبيب العقم، ويكون هنالك عدم انتباه إلى دور ارتفاع نسبة هذا الهُرمون في هذه الحالات، وهنا تكمن الخطورة.

وأضاف ، على الرجل والمرأة أن يذهبا فورًا إلى طبيب النسائية أو طبيب الغدد الصمّاء، ما إن يظهر عارض أو أكثر من عوارض ارتفاع هُرمون برولاكتين التي ذكرتها آنفًا، وذلك من أجل التعرُّف إلى الأسباب الحقيقيَّة لهذا الارتفاع.

إذا وجد الطبيب أنَّ السبب يرجع إلى وجود ورم في الخلايا التي تنتج هذا الهُرمون، أو لاحظ تضخُّمًا في الغدَّة النخامية، فإنَّ عليه أن يضع خطَّة فوريَّة للعلاج، لأنّ غير ذلك قد يؤدِّي إلى فقدان البصر بشكل كلِّي. وللأسف، هذا ما حدث قبل فترة من الزمن، عندما أُصيب مخرج مصري كبير بالعمى، بسبب تورُّم الغدَّة النخامية، وعدم دراية الطبيب المعالج بهذا الأمر وعلاج الأسباب، ما أدَّى إلى هذه النتيجة المؤسفة .

وعن أساب الأورام التي تصيب الغدَّة النخامية ، قال دكتور أحمد ، هذا الورم، وعلى غرار كلِّ الأورام التي تصيب الجسم، الأورام التي لا يكون للإنسان علاقة بتكوُّنها، ولكن لا بدَّ من التوعية بخطورته.

وفي هذا الإطار، على الطبيب المعالج ألّا يشخِّص هذا الارتفاع في نسبة هُرمون البرولاكتين ويقف عند هذا الحدِّ، أو يعطي علاجات لتجفيف الحليب في الثدي مثلًا، أو للعمى الجزئي، من دون التعرُّف إلى جذور المشكلة والأسباب الحقيقيَّة لها ، وإذا ما ترك الورم في الغدَّة النخامية من دون علاج مبكٍّر، فإنَّه سيستمرّ وسيزداد حجمه، وسيضغط على العصب البصري، مُتسبِّبًا بالعمى الجزئي أو الكلِّي وفقدان البصر تمامًا .