أثارت صورة الأب الذي ضحى بنفسه بعد أن غطى ابنه البالغ من عمره عامين ونصف بجسده ليصنع به سد منيع أمام طلقات الرصاص أثناء الهجوم الإرهابي الذي شهده مسجدين بنيوزلاندا أول أمس ، حديث وسائل الإعلام العالمية فربما كانت مشاعر الأبوة الصادقة هي مخرج البؤس في أبشع واقعة قتل جماعية .

وعن قصة هذه اللقطة المدوية بصدقها في قلوب العالمين ، فقد قام المجرم ” ” بالذهاب إلى المسجد الآخر بعد والذي يبعد عن مسجد النور بمسافة 4 كم ، بينما كانت مسحة المسجد صغيرة ولا يوجد بها مفر للإختباء من رصاصه الغادر .

ولم يجد الأب الأندونيسي ” Zulfirman Syah ” سوى جسده ليصنع منه ” سيل دموي منيع ” حسب وصف الصحف العالمية ليسقط محتضناً طفله غارقاً في دماؤه .

ورغم أن الطفل “Averroes ” قد أُصيب بشظايا الرصاص في فخده إلا أنه لم يفتأ أن ينكبً على والده في مشهد أثار مشاعر الجميع .

وقالت والدة الطفل الأمريكية ” Alta Marie ” والتي تعمل معلمة لغة إنجليزية بأندونسيا قبل أن يهاجروا إلي نيوزلاندا ، أن زوجها يرقد بالمستشفى وحالته الصحية مقبولة ، بينما استعاد الطفل وضعه الطبيعي .

وقام أحد أصدقاء الأب الفنان الذي يعمل بالرسم بتدشين حملة لجمع 50 ألف دولار تبرعات للعائلة ، ليصل حجم التبرعات إلى 16 ألف حتى صباح اليوم الأحد ، قائلاً : تعالوا نساعدهم على استعادة شعورهم بالسلام، ونتصدى لهذا العنف الرهيب.