من الطبيعي أن تصادف بعض المنعطفات شديدة الإنحدار هبوطًا أو شديدة الإرتفاع صعودًا وقد تصادفك إشارات مرور ” قف ” ولا تجعل حياتك كتاب مفتوح لكل من تقابله فأنت من تملك ألوان حياتك وأشارات عبورك .
هناك ثمه تفاصيل مختبئة ‏خلف كواليس الحياة مفاهيم بكاملها تغيرت منظومة قيم تحورت الأهواء تبدلت وصراع البقاء للأفضل قد يشتبه عليك القول بأحدهم حيثما تراه تجده رائعًا ومتألقًا وبمجرد استحضارك لما سمعته سرعان ما تصدّ وتتجنبه .

أصبح الناس كالأرانب تقفز هنا وهناك على صفحات الرواية ” روايتك ” يقلبون أوراقك تبعا لأهوائهم وخططهم وأنت من سمح لهم حرية الدخول وفك شيفرات الأمان بكل سهولة وكأن حياتك كتبت لهم على صفحات ورق جاهز للبيع المجاني قذف به في وسط المدينة متى شاء أن يحزنك أعاد النظر في تلك الصفحات وكلما قلب صفحة طعنك أكثر لا شيء أجمل من بعض الغموض في الحياة فبعض البشر ( إذاعة بشرية ) مع مرتبة الشرف .

في موقف مشابه ؛ من المرهق شعور الحذر وعدم الطمأنينة والتشويش أمور تعيق الرؤية يسقط البعض سقطةً مدويّة فيتنازل عن مبادئه وأخلاقه كي يشتهر ظناً أنها معيار النجاح والتفوق والعظمة وأنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه مُتناسيًّا أن التاريخ ذاكرة الزمن تسجل هفوات الحمقى مع سبق الإصرار والترصد .

وموقف أخر ؛ مع اختلاف البيئات والقيم يقول موظفون في شكوى على مديرهم مديرنا يستحق الحصول على جائزة نوبل في الكذب ويستحق الحصول على ” كأس العالم ” في مسابقة ( التصميم الهندسي والمعماري ) الأفضل للدسائس والمؤامرات والمكائد مع اختيار البطانة الملائمة لإنحدار القيم! نعم يستحق الحصول على كل هذه الجوائز دفعة واحدة لأنه لا شغل لهم سوى نقل التقارير الكاذبة ( تفاصيل أنت سمحت بأخراجها … وهلم جره ) وبشكل يومي عن كل موظف أي موظف صغير (غلبان) الى مسؤوليه الكبار لإعتبارات متعددة هذة الشخصيات ندعو أن تصيبها إنفلونزا صحوة ضمير .

قد يصادفك في دائرة معارفك من سلالة ولحم ودم مُسيلمه الكذاب يخترعون كلام يتلذذون بكثرة الحكي يعني حرفياً عقولهم تصغر وأجسامهم ‏وأرجو من الكذاب الاحتفاظ بذاكرة جيدة ففي الخفاء تحدث أمور بين العباد‏ وبما أن الحياة متجددة فمن الطبيعي أن تتجدد أحداثها في غمضة عين قد تُقلب الموازين { كل يوم هو في شأن }

وقد يصادفك أناسًا سوداويين متشائمين وسلبيين بإمتياز لا يكفّون عن إنتقاد أي شيء وحتى إن تغيّر من ينتقدونه يبحثون عن أي علّة أخرى ليشبعوا شهوة الإنتقاد المسرف لا يتوانون عن الحكم المسبق عن أحداث الغد وأحواله ومصير فلان من الناس ومستقبله ‏أمثالك مجرد أرانب وصاحب الرواية تسقط روايتكما حكما ومحلا .

قد يُخبرك أحدهم بأنه اضطر لإضاعة يومٍ كاملٍ بسبب أحدهم وتفاصيل حياته أجبه بحزم أن ذلك حدث (بإختياره) ففي الواقع لا يستطيع أحدٌ ما استنزاف وقته أو يومه دون أن يسمح له بذلك.
‏غالبًا في أي حوار أو موقف أو لقاء بإمكاننا التحقق من جدوى الإستمرار أو الإنسحاب بذوق قبل التذمر والندم والقلة من يفعل والكثرة بكل أذان صاغية تتغنى بالسرد ‏المستهلك وصلنا عام ١٤٤٠هـ / ٢٠١٩م ولا زال بعض البشر يعتقدون أنهم يحْمِلون فوق رؤوسهم شاشاتٍ للعرض .

وقفة ؛ فما هي القيمة المضافة لحياتك الخاطفة؟
روح وملكان وربك ..