لا يوجد علاقة بين التحرش والترفيه كما يعتقد بعض المهوسيين بنظرية التغريب والمؤامرة وإن حدث ذلك السلوك المشين فهو حالة شاذة لها أسبابها لكن لا يقاس عليها ولا تعمم وليست ظاهرة يجب التوقف عندها ، هناك بعض التجاوزات والتصرفات التي حدثت من قبل بعض الشباب والشابات المراهقين والمراهقات الذين خرجوا من عباءة الانغلاق إلى فضاء الحياة الواسع فخلطوا بين الصح والخطأ و المسموح والممنوع وبين الحرية والتحرر وهذا يعد أمرُ طبيعي إذا لم تكن هناك نية مسبقة وهذا هو الغالب ، التصرفات والتجاوزات التي تصدر من البعض عن نيةِ مُسبقة لها أسبابها التي تستوجب العلاج العلمي والعقوبة الصارمة فالعلاج يبدأ بدراسة الأسباب التي دفعت بالشخص لأن يسلك سلوك مشين ويتصرف وكأنه حيوان بهيمي ولعل السبب الفكري  بمقدمة الأسباب فثقافة الحلوى المغطاه ما تزال حاضرة وبقوةِ في مجتمع الفضيلة ، من حق أي شخصِ أن يطمئن على وجوده بمكانِ عام وأن يتنفس بحريةِ تامة دون أي منغصات ، ما يحدث من قبل البعض ينم عن عدم الرهبة من العقوبات التي تتضمنها لائحة الذوق العام وهذا يستوجب تدخل سريع من قبل المشرعين فالوطن بدأ يخطو خطواتِ نحو التحول الاقتصادي فالسياحة ومواسم الترفيه تصب في صالح تنمية الموارد المالية وتعزيز جودة الحياة ، لا يمكن بأي حالِ من الأحوال الربط بين الزي وبعض التصرفات فهناك من يربط بين زي المرأة وما تتعرض له من تحرش وهذه جريمة لو تتبعنا أصلها لوجدناها بسبب التربية والتنشئة وبسبب الخطاب الوعظي في زمن الصحوة المندثر ، حوادث التحرش التي حدثت والتي ستحدث لاحقاً سيستغلها مناهضي الترفيه وبالفعل استغلت بعض التصرفات فخرجت للعلن مقاطع صوتية ومرئية تحذر الناس من الترفيه ومن شره المُستطير ، الترفيه ليس شراً وزي المرأة ليس شراً الشر كل الشر في الثقافة الوعظية التي نشأ عليها المتحرش وتراكمت بعقله فجميعنا لم ينسى القصص الوعظية والخطب الحماسية والتصويرات الجنسية للأنثى فالمساجد والمطويات والكتيبات والأشرطة أجمعت على مادةِ واحدة ألا وهي المرأة الحلوى التي يجب تذوقها بأي شكلِ من الأشكال .

قبل حادثة التحرش بفعالية ميدل بيست خرج على الملأ شابُ مغمور تحدث بإستفاضة وعبر حسابه بأحد وسائط التواصل الاجتماعي عن المرأة وعملها المختلط وكيف أن وجودها يُحرك الغرائز ومن لم تتحرك غريزته فعليه مراجعة الأطباء فاللحمة تُسيل اللُعاب ومن لم يُسال لعابه فقد فقد رجولته هذه قاعدة المرضى ووعاظهم الأجلاء الذين خلطوا بين الحقيقة والخيال والخطأ والصواب ، هناك رابط وخيط رفيع بين خروج ذلك الشباب وبين حوادث التحرش ، من يستطيع الإمساك بذلك الخيط فإنه سيقضي على التحرش الذي في أصله سلوك بشري قائمُ على الثقافة ، إذا علمنا أن ثقافتنا ولدت وتغذت ورضعت من ثدي حدثني أحد الثقات فكيف نقول أن ما حدث وما سيحدث من تصرفات سلوكية قبيحة لا يمثل حقبةِ فكرية زائلة .