تستعيد الأذهان واقعة مقتل 10 آلاف فرد من قبيلة الجوازي التي استوطنت منطقة برقة -شرقي البلاد-، بسبب رفضهم دفع الجزية والضرائب الباهظة التي فرضها الأتراك، ومقاومتهم باستبسال جنود الاحتلال والانكشارية، قبل تعرضهم لواحدة من أبشع المذابح البشرية التي سجلها التاريخ في 5 سبتمبر عام 1816، حيث طلب القرمانللي شيوخ القبائل بالهدنة، كما منحهم ما يسمى بالتاج الأحمر، فتوافد لقصر الحامية 45 من شيوخ ووجهاء القبيلة، يرافقهم المئات من أبناء القبيلة درءاً لأية خديعة.

ونادى الحاجب آنذاك بدخول الشيوخ واحدا تلو الآخر للتفاوض مع الحاكم، وكلما دخل واحد لا يعود، حتى وصل النداء إلى رقم 45 الذي رفض الدخول قبل معرفة مصير سابقيه، ليفاجأ بأن الانكشارية قتلوا الـ44، كما جهزوا للقضاء على المرافقين وقتلهم.

وقتلت مجموعة أخرى من جنود الاحتلال كل أفراد القبيلة؛ نساء كانوا أو شيوخا أو أطفالا، حتى أزهقوا روح 10 آلاف ليبي في أقل من 24 ساعة.

ومن جهته، قال متحدث القبيلة صالح الجوازي إن الناجين من المذبحة فروا خارج البلاد، وأقاموا في بلدان مجاورة، غير أنهم يحرصون على الاحتفاء في 5 سبتمبر من كل عام بإحياء ذكرى الضحايا ما يتقدمون بنداءات للحكومات الليبية المتعاقبة بالاعتراف بالمذبحة للحصول على حق الضحايا، وتعويض كافة الأسر المتضررة، بينما تجاهلت الحكومة التركية مطالبهم المتكررة بكشف الوثائق المتعلقة بالمذبحة والاعتذار والتعويض عما ارتكبوه من جرائم حرب وإبادة تتنافى مع الإنسانية، وما تعرضت له القبيلة من قتل وتشريد وسلب للممتلكات على يد المحتل العثماني.