فقد كان التعليم في القرن الماضي جليا واضحا وكانت السعودية في طليعة المتعلمين في الوطن العربي حيث رفد عليها من دول المغرب والمشرق العربي المعلمين وساهموا في بناء الإنسان البشري وتنمية العقول فقد كان التعليم في القرن الماضي ما أن يتخرج الطالب في المرحلة الأبتدائية إلا ويجيد القراءة والكتابة لأن تعليمات النجاح والرسوب كانت قوية فالراسب في المادة يرسب إذا لم يكن مؤهلا للنجاح .

في الوقت الحاضر الإستراتيجيات الجديدة للتعليم وثورة التعليم والتعلم التكنولوجي بات من المبشرات مع كثرة انتشار استخدام التطبيقات التعليمية لكافة المراحل الدراسية بشكل لافت وملحوظ ليس فقط من قبل الطلبة أنما أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات يقدم الحل الأمثل للطلبة والمدرسين على حد سواء ويجعلهم قادرين على ممارسة العملية التعليمية من تعليم وتعلُّم بشكل فوري وسريع ومرن عبر الأجهزة النقالة أينما كانوا متواجدين واختفاء ظاهرة المدرس الخصوصي الذي أرهق وأهلك الأهل اقتصاديا .

وتزاحم الطلبة من الأبتدائي الى الجامعي على استقطاب المعلومة العلمية بطريقة سهلة وسلسة جداً والتي تقوم على طلب الطالب المساعدة فورية في مادة معينة وخلال ثوانٍ معدودة حيث يقوم بربطه بالمدرس المتخصص مباشرة ويتم استكمال توصيل المعلومة للطالب والإجابة عن سؤاله من خلال تفاعل حي وفوري ضمن نطاق التطبيق مع ضمان حفظ الخصوصية لكل من الطالب والمدرس والالتزام بأجراءات الدخول والتسجيل وبالتالي اطمئنان أولياء الأمور ضمان حصول أبنائهم على دروس خصوصية موثوقة مجاناً تساعدهم على فهم المسائل وحل واجباتهم والتحضير لإختباراتهم والتفوق في دراستهم.

مفارقة غريبة ما يقوم الآباء غالبا بالبحث عن أي وسيلة متاحة وممكنة لتعليم أبنائهم غير المدرسة والمدهش في الأمر أن الطلاب يقبلون على هذه التطبيقات ” يرفع لها القبعة ” بحماس سواء كانوا في التعليم الحكومي المجاني أو حتى المدارس الخاصة ! وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تفاقم حجم المشكلة حيث تجاوزت موضوع فشل التعليم لتصبح عادة قوية عند المجتمع من الصعب أن يتحرر منها خلال فترة زمنية قليلة حيث أصبح طلب اللجوء الملح الى استخدام تلك التطبيقات عند شعور الطلبة بنقص المادة التي تُعطى إليه إضافةً إلى رغبتهم في النجاح والتفوق فأصبح المجتمع كله في سباق محموم من أجل الحصول على أعلى الدرجات .

ألا أن السؤال يطرح نفسه ؟ هل اعتماد الطلبة الكلي تجاوز سلبيات التعليم النظامي بعد تراجع دور المدرسة بشكل عام ؟ هل يُعاني بعض الطلبة من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها نظراً لقصور بعض الخدمات التعليمية رغم تطور بعض الوسائل المتوفرة في مدارسهم ؟ نرى أن الطالب/ة لا يستطيع القدره على الفهم وعلى التفكير مع المعلم النظامي فمثلا أذ استعصى عليهم تمرين أو مسألة ما دون أي تكليف جهد السؤال والإستفسار من معلميهم فورا يلجأ الى التطبيقات ليجد ما استعصى فهمه بسهولة يصبح قادرا على حل مشاكله لوحده ويستطيع أن يقدم على الإبداع الذي هو اساس الرقي والتطور .

وعند استقصاء الأجابة من معلم الأجيال الأستاذ ف.الذبياني أردف بقوله ؛ عندما ألقت مشاركة المملكة الأخيره في المسابقة الدولية للقراءة ( PIRLS )على واقع مخرجات التعليم والنظر فيها حيث أظهرت أن ٣٤٪؜ من طلاب الصف الرابع ليس لديهم المهارات الأساسية القرائية ويرجع ذلك لعدة عوامل قد تكون أحداها المعلم ألا أنه من الأجحاف ألقاء اللوم عليه وحده لأنها منظومة متكاملة ويمكن تلخيص أسباب الضعف على الطالب غياب القدوة وسوء استخدام وسائل التواصل، والمعلم إعادة النظر في تأهيل المعلم تربويا وأكاديميا انعدام المسئولية وقلة التنوع في طرائق التعليم، والبيئة التعليمية بوجه عام تكدس الطلبة المقارنة مع الدول الأخرى واستخدام قوالب تعليمية جاهزة لا تناسب بيئتنا .

هل أصبح الخلل في المنظومة التعليمية التى من المفترض أن تكون متكاملة ؟

يبقى السؤال لماذا التعليم الافتراضي أصبح هو الواقع؟ بحسب الإحصاءات من المتوقع أن تبلغ قيمة التعلم الإلكتروني في عام 2025 إلى 325 مليار وذلك لتوجه أكثر الأفراد للتعلم عن طريق تطبيقات الهاتف الذكي في عصر يتسم بتغلغل الذكاء الاصطناعي سيبدو أن أدوار المعلمين التعليمية في المستقبل (القريب) ستتقلص فبرمجيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بأدوار متعددة في تطبيقات التعليم و ربما يصبح دور المعلم تربويا أكثر و موجها و مرشدا .

نؤمن جميعاً أن المعلم لو أعطى الطلبة الدروس بالطريقة المثلى وأمتلك المهارات اللازمة لإيصال المعلومات إلى الطلبة بطريقة سهلة ومميزة واستخدم الذرائع المبتكرة في التعليم لما أدمن الطلبة تلك التطبيقات ونؤمن أن مستقبل الأبناء ومستقبل الأمم يبدأن من هنا من المدرسة والتعليم والتطور وفي عصر اقتصاد المعرفة ويل لأمة لم يحصل أبناؤها على تعليم يوازي ويكافئ ذلك المستقبل .