منذ أن دُشن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهو يناقش قضايا هامشية لا صلة لها بالواقع ولا بالأحداث الإقليمية على الرغم من أنه يضم بين جنباته نخبه من أهل الفكر الذين يُشار لهم بالبنان ، أعوامُ مرت على إنشاءه ناقش خلالها قضايا خدمية وتنموية مُشغلاً الرأي العام بها فمن قضية الخدمات الصحية إلى قضية المناهج الدارسية إلى قضية التنمية جميعها قضايا تستطيع الجهات الرقابية الوقوف على أوجه القصور بها ومعالجة الخلل ويستطيع مجلس الشورى وإن كانت صلاحياته محدودة تسليط الضوء على مكامن الخلل وتوجيه الرأي العام تجاهها ، عندما يتجه مركز الحوار الوطني لمناقشة قضايا هامشية مستخدماً نفس الأساليب محتضناً الأسماء ذاتها ويجمل برامجه بندواتِ ومبادرات فأعلم أن ذلك المركز ماهو إلا استراحة يجتمع في فناءها المتقاعد والمفكر متجاذبين أطراف الحديث برهةً من الوقت وبعد ذلك يذهب كُلاً في حال سبيله ، لستُ متحاملاً على مركز الحوار الوطني بل بالعكس أنا مُشفقُ عليه فهو مؤسسة وطنية تحمل إسم رمز وطني قاد عملية بطويلة لا مثيل لها افضت إلى قيام كيانِ وطني بعد طول شتات ، نحنُ في بقعةِ جغرافية تُحيط بها الصراعات من كل جانب بقعة تنمو و تكبر وهذا يدعونا إلى التساؤل ما دور ذلك المركز في حماية السلم والتعايش والإجابة على التساؤلات وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق مبدأ الحوار وقبول الأخر على أرض الواقع ، مرت المنطقة بعاصفة الربيع العربي و تداعياته ما تزال إلى اليوم والمركز غائبُ عن تساؤلات ذلك الربيع فمن رحمه ولدت كوارث ككارثة داعش والمركز صامت لم يحرك ساكناً فمالذي يحدث ؟.

المركز لم يوجد لمناقشة قضايا هامشية وإنما وجد لتعزيز مبدأ الحوار كسلوك إنساني سوي ومناقشة قضايا مصيرية وتسليط الضوء على متطلبات المستقبل هكذا افهم وجود المركز والغاية الحقيقية منه ، للمركز جهود في جوانب لكنه غائب عن جوانبِ كثيرة أكثر أهمية وهذا يدعونا إلى إعادة هيكلة ذلك المركز وهيكلة برامجة ليتناسب مع رؤية المملكة 2030 ويساهم بفاعلية في رصد وتحليل الظواهر المحيطة بنا والإجابة عليها بعد جلسات نقاش تجمع المختصين والمهتمين وأبناء المجتمع الذين يغيبون عن المركز ويرونه مركزاً نخبوياً لا ناقة لهم فيه ولا جمل .

لستُ مع القول القائل بضرورة إغلاق ذلك المركز ترشيداً للنفقات وإن كنت في بعض الأحيان أقول ذلك في نفسي كلما مررت بجانب مبناه الضخم الفخم فأنا مع وجوده شريطة أن يتغير ويبدأ بمناقشة مايهم المواطن والوطن خصوصاً في هذه المرحلة الهامة والحساسة التي تُزيدنا صلابة فوق صلابتنا .