لماذا لا نخرج عن المألوف ؟! ونفكر بطرق مبتكرة في كل ما يدور حولنا ؟! لماذا لا نعطي لعقولنا مساحة لتكتشف ما يدور حولها ؟! أسئلة استفهامية كثيرة .. لا نملك الاجابة عليها ، لكن سأطرح فيه هذه المقالة بعضاً من العقبات التي تواجهنا في المجتمع السعودي والتي تحول دون التفكير العميق:
1-  عدم وجود بيئة خصبة تساعد المفكرين في إظهار قدراتهم الفكرية، فعلى سبيل المثال، التعليم له خطط واضحة وخطوط عريضة لا يستطيع المعلم والادارة تجاوزها، لذلك فقد تدفن الكثير من الافكار.

2- قلّة المراكز والمختبرات البحثية المدعومة ماليا لإجراء الابحاث والتجارب, حيث أنها ضرورية لتوليد العديد من الافكار المتجددة, كما أنه لا توجد منصات توفر احصائيات دقيقة لجميع المجالات في القطاعات لكي تسهل على الباحثين عملية البحث.

3- اكتفاء موظفي الدولة بالحصول على الحد الادنى من المهارات والتي تحافظ على وظيفة الشخص فقط أو على لقمة عيشه من دون النظر الى التطوير والابداع.

4- ثقافة المجتمع لها دور كبير جدا في التشجيع على تنمية التفكير, وهذا مع كامل الاسف قليل لدينا وبشدة , فهنا يحارب الناجح ويسعى معظم من هم دونه سواء في بيئة العمل أو خارجها للتقليل من شأنه وقدراته, بينما في دول أخرى يُدعم الفاشل ويُحترم رأيه مما يدفعه الى التفكير والايمان بقدراته.

5-  الخوف من الفشل , كما ذكرنا في النقطة السابقة أن المجتمع أحيانا لا يدعم من يفشل بل يذّكرونه بفشله بين الحين والآخر, مما يدفع الفرد لعدم التفكير في المحاولة مرة أخرى.
6- التكاسل والتخاذل, فبعض الافراد اعتاد على حياة معينة وطريقة محددة, وليس لديه أية رغبات في تغيير أي شيء حوله, وبالتالي لا يوجد دافع للتفكير. 

ولو تأملنا في ديننا الحنيف لوجدنا أنه حث على التفكير في مواطن كثيرة, قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ وهنا دعوة صريحة الى التفكير, أيضا قال تعالى مستنكرا من لا يستخدم عقله ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾, وتكرر في القران التفكير في مواضع كثيرة (أفلا تتفكرون), (لعلهم يتفكرون)( آيات لقوم يتفكرون) …. فمن اتبع الدين لن يضل ولن يشقى