اعتاد المجتمع على رؤية المرأة بزي أسود ولد من رحم العادات والتقاليد الوافدة التي لا تمت للوطن بأي صلةِ ، من حق المرأة إرتداء ما يناسبها لكن ذلك الحق هضمه التطرف واستبدله بلباسِ اسود تتقرب بلبسه المرأة إلى الله ،إذا لم تتقيد المرأة بذلك الزي فإنه حتماً ستدخل في صنف الكاسياتِ العاريات وبالتالي فهي عاهرة فالحكم مبني على هيئتها الخارجية فالمعيار ينحصر في مقولة (الكتاب بينُ من عنوانه ) ، لم يُصدق البعض ما حدث فالنساء لم يعدن بحاجةِ للوصاية من أحد وهذا ما حدى بالبعض لأن يستدعي الفتاوى القديمة ويحاول إعادة نشرها من جديد لتلتزم النساء بها ، المرأة كائنُ عاقل لا يحتاج لوصايةِ من أحد فهي قادرة على تمييز الصح من الخطأ ، الأصل في زي المرأة الاحتشام فمتى ما كان لبسها محتشماً كان مقبولاً فهل هذا الأصل مقبولاً عند البعض ؟
بالتأكيد ليس مقبولاً فالحشمة مفردة فضفاضة أُخضعت بالقوة للعادات والتقاليد التي في مجملها وافدة ومستوطنة منذ عشرات السنين ، لقد حُشرت المرأة بزاويةِ ضيقة ومُنعت من متعة الحياة وحرية الإختيار وكل ذلك بدعوى التقرب إلى الله، لو نظرنا في تصرفات المتشددين والمتطرفين من أتباع الديانات الأخرى لوجدناهم يلزمون نساءهم باللباس الأسود من الرأس إلى القدم تقرباً إلى الله فهناك طوائف يهودية ومسيحية تقوم بذلك التصرف وهذا يدعونا إلى القول بأن هناك فواسم مشتركة بين المتطرفين ومن ضمنها المرأة التي هي عارُ وعورة وجسد يجب ستره بأي طريقةِ وشكلِ كان ،أيضاً هناك تساؤل لماذا يحب المتشددين اللون الأسود ؟ هل لأنهم يخشون النور أم أن العُقد النفسية التي يعانون منها هي التي ميزت بنظرهم ذلك اللون حتى بات رايةً للتنظيمات المتطرفة كداعش على سبيل المثال لا الحصر ..
العُري مسألة تهم العرب كثيراً فالعُري هو ذلك المرتبط بزي المرأة دون سواه وبما أنه مرتبط بالمرأة فأي زي خارج عن مفاهيم وآراء رجال الدين فهو زيُ عاري وإن كان ساتراً للجسد ، أظن أن المجتمع بات يدرك أن مظاهر التغيير التي تحدث بالمجتمع والتي تسببت بحالةِ من الصدمة لدى البعض لم تكن لتوجد لولا تجاوز المجتمع هرطقات الصحوة التي ناصبت العداء للمرأة وحولتها لكائنِ لا قيمة له ، سترتدي المرأة ما تراه ساتراً دونما وصايةِ من أحد وإن حدث تجاوز فهي حالات فردية طبيعية ستنتهي وإن حاول البعض تضخيمها بغية تحقيق مكاسب إيديولوجية ، لسنا بمعزلِ عن العالم نتغير ونؤثر ومعايير الحشمة قيمة لن تتنازل عنها المرأة السعودية وهذا ما يجب أن يفهمه كل من ربط الحشمة باللون الأسود دون غيره من الألوان التي قتلتها فتاوى وآراء وأهواء فئةِ قليلةِ من الناس .