أظن أن خفافيش الظلام ماتزال تصارع من أجل البقاء مستخدمةً جميع الأساليب لتقول للمجتمع أنا ما آزال على قيد الحياة ، بعد غزوة ذات الكتاب أبان افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب ووقوفهم ضد كتاب زمن الصحوة وبعد غزوة وزارة العمل والدعاء على الوزير بالسرطان أُصيب ذلك التجمع البشري بالإحباط فغزواتهم الاحتسابية في سنوات ماقبل 2015م لم تحقق شيئاً يذكر فالمجتمع تجاوز هرطقاتهم إلى غير رجعة وبدأ في دورة حياةِ جديدة ، جميع معاركهم الفكرية تتمحور حول المرأة والفنون وحرية الفكر وصوت العقل والمنطق ،تمحور له جذورُ فكرية قديمة فتلك الفئة البشرية تعيش بعقل منظري العصور الأولى غير مراعين لتغير الزمان والمكان ، من حقهم ذلك لكن ليس من حقهم محاولة فرض الهيمنة على المجتمع بإسم الله وهذا محل الخلاف مع تلك الفئة التي تظن أن الله لم يهدِ سواهم .

من الطبيعي أن الترفيه لا يروق لتلك الفئة البشرية فالترفيه عندهم لا يخرج عن دائرة الانقطاع للعبادة أو الخروج في سبيل الله مجاهداً أو داعياً هذا مفهوم الترفيه لديهم ومجتمعنا السعودي كغيره من المجتمعات عايش حقبة النوادي والمراكز الصيفية التي كانت تحتضن الفكر الإخواني وتعززه وتساهم في انتشاره وتشجع على الجهاد والخروج على المجتمعات ، إذا كان الترفيه لا يروق لهم فمن الطبيعي ألا تروق لهم جميع الفعاليات المصاحبة للترفيه سواءً الفعاليات الفنية بشكلِ عام أو الحركية كالرياضاتِ وغيرها ، مشكلة البعض تكمن في الإيديولوجيا التي نشأوا عليها وبقيت عالقة في أذهانهم تلك الإيديولوجيا لم تعد صالحة ومناسبة للجيل الحالي والجيل القادم وهي “الإيديولوجيا” ليست الإسلام بل هي مجموعة من الأفكار والممارسات آراد من أوجدها أن تكون ديناً لا يسع لأحدِ أن يخرج منه أو يشذ عنه ، الأفكار البشرية مصيرها الطبيعي الزوال والانتهاء فلا يمكن أن تبقى فكرةِ بشرية إلى الأبد الذي يبقى ويصمد هي التعاليم السماوية وماغيرها زائل إلى غير رجعة ، مساحة الإختلاف واسعة لكن التشدد والتطرف ضيقها حتى أصبحت تشبه حجم رأس إبره وهذه مشكلة لن تنتهي إلا إذا أُشيع الاختلاف وتحررت العقول من التبعية وتقلدت زمام البحث والمراجعة والمطالعة بدلاً من القبول والتبعية التي إن دلت إنما تدل على الموت مجازاً وحقيقة لا على الحياة والحيوية ، رفض الترفيه رفضُ للحياة وللفرح وللحيوية وللحرية المنضبطة رفضُ لا يقدم عليه ويقبله إلا جاهلُ أو مُغيب أو مريض مصاب بعقدِ فكرية لا فكاك منها .

المُثير في الأمر والذي يُثير السُخرية تداول مقاطع النصح والوعظ في وسائط التواصل الاجتماعي وبروز حالة رفض لفعاليات الترفيه بينما في المقابل تجد الفعاليات مزدحمة وتجد الرافض في المواقع الافتراضية يحزم حقائبة مسافراً لبلادِ عُرفت بالسياحة الغير نظيفة؟ وهذا مؤشر على حالة الانفصام التي يعيشها البعض ومؤشر على مستوى وحجم النفاق الذي يعاني منه كثيرون ممن يندمج مع الرافضين وفي قرارة نفسه يقول هرمنا ونحنُ ننتظر الفرح والحياة الطبيعية في وطننا ، تلك الحالات بحاجة لعلاجِ ودراسة لكي تبقى في حدودها المقبولة فتزايد اعدادها يعني بقاء المجتمع في حالة الا توازن وهذه كارثة يعرف تفاصيلها المختصين بعلم النفس وعلم الاجتماع.

للترفيه هدف وغاية فليس هدفه التغريب كما يقول البعض ولا من أهدافه إخراج الفتاة من بيتها سافرة متبرجة فخروجها حق ولها الحق في اختيار ما تعتقده صواباً لكن الهدف الحقيقي من الترفيه تحقيق السعادة وتحسين مستوى حياة الأفراد وفتح مجال واسع للتوظيف وقبل كل ذلك مكافحة أمراض فكرية وجسدية ونفسية أصابت المجتمع في حقبةِ ماضية ولكي تتحقق جميع تلك الأهداف وغيرها يتوجب مراجعة اسعار الفعاليات لكي يشد رحاله من يرفض مجاملةً لعقله الباطن المحشو بترهاتِ لا قدسية لها عندئذِ سنجد الجميع حاضراً فرحاً متجاوزاً عقد الماضي فمن أسباب الرفض قائمة الأسعار التي يقول عنها الرافضون لو كانت رخيصة لقلنا إن الترفيه نعمة لا يكفر بها إلا من بقلبه مرض أو يتمنى العيش بكهوف تورا بورا .