هل دخلنا النادي السياحي أم أننا سندخل نادي البلدان السياحية ؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة فعلى ضوء الإجابة سيتم تحديد أشياء كثيرة خصوصاً تلك المتعلقة بالتنمية والدعم اللوجستي لذلك القطاع الواعد والرافد الإقتصادي الطموح .

السياحة صناعة ولكي نصبح قبلة سياحية يجب أن تكون الهمة والرؤية تنحصر في صناعة السياحة كصناعةِ لا غنى عنها ولكي تكون السياحة صناعة على الجهات ذات العلاقة بذلك القطاع دراسة رغبات السياح والمواقع السياحية المستهدفة والزمن الذي سيشد السائح رحالة قادماً إلينا فعامل الزمن مهم خصوصاً إذا أخذنا في الإعتبار التنوع الجغرافي والمناخي للبلاد ووجود الأماكن المقدسة .

إذا آردنا صناعة سياحة حقيقية يُعتمد عليها اقتصادياً وتحقق دخل مالي للخزينة العامة للدولة وتحتضن العاطلين عن العمل والعاطلات يجب على جهات التخطيط والتنفيذ البدء من حلقة الدعم اللوجستي لذلك القطاع ، فالدعم اللوجستي يشمل المنشآت الفندقية والقرى السياحية السكنية والمتاحف ومواقع الآثار التاريخية المتنوعة والمتناثرة على خارطة الوطن ويشمل أيضاً وسائل ووسائط النقل وهذا مهم خصوصاً وأن لدينا تجربة مريرة في تأخر إقلاع وهبوط بعض الرحلات وعدم توفر حجوزات في مواسم الاجازات الموسمية .

لكي نحقق دخل مالي من السياحة لا بد من توفر بنية تحتية لذلك القطاع وبدونها لن يكون ذلك القطاع واعداً ومُحققاً للآمال ، أظن أن إنشاء مطارات سياحية صغيرةِ بالمدن الكبرى وبالمناطق السياحية لا تستقبل إلا السياح سواءً من الداخل أو الخارج سيكون جيداً من الناحية اللوجستية ومن ناحية تشجيع السياح على القدوم .

للتأشيرة السياحية فوائد واعظمها تلك المرتبطة بتغير كثيراً من المفاهيم والعادات والممارسات والسلوكيات فالذوق العام سيُحترم والعقل سيتقبل كل ماهو خارجُ عن المألوف والأرواح ستهدأ وتنحسر أحاديث الشر وتنكمش إلى غير رجعة وسيبدأ المجتمع يتنفس الصعداء ويدور في فلك الحياة الطبيعية فالسياحة ليست رافداً إقتصادياً فحسب بل هي فرصة تتوفر بسببها الوظائف ووسيلة لإشاعة الفرح والفنون ومحطة استجمام ورحلة إكتشاف وتنمية لا تتوقف وطمأنينة تمتزج بتغاريد الحُب والسلام .