قبل فترة عرض على مكتبي بصفتي أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية ملفا يخص المستفيدين من خدمات الجمعية يحوي مقترحا لتدريب وتأهيل المستفيدين من المساعدات المادية والإغاثية على التجارة الإلكترونية لتوفير فرص عمل لهم في المجال تنقلهم من الحاجة وطلب المساعدة من الجمعية إلى الاكتفاء، حقيقة تبدو مبادرة رائعة أن توفر الجمعية فرصا للمحتاج يتدرب خلالها على تجارة المستقبل التي أصبحت تتغلغل وبشكل كبير في حاضرنا وتطمس معالم التجارة التقليدية، فأصبح الطلب على المسوق الإلكتروني عاليا والإقبال على المتاجر الإلكترونية يحدث حراكا كبيرا في عالم التجارة الآن.

في واقع الأمر تبدو مبادرة حماسية ورائعة ولكن المستفيد أو الفقير لا يفتقر للمال فقط ولكن في الأغلب يفتقر أيضا إلى الثقافة التعليمية فكيف تصعد بهؤلاء لمستوى التجارة الإلكترونية التي تتطلب فهمًا لمبادئ التسويق الإلكتروني و معرفة بالحاسب الآلي، فالمتأمل في ذلك حقيقة يدرك دور تدريب ورعاية وتأهيل هؤلاء المستفيدين ليكونوا على مستوى يسمح لهم بالعمل في هذا النوع من الأعمال، وإذا نظرنا نظرة أوسع سنجد أن أي نوع من العمل مهما كان يتطلب تدريبا وتأهيلا، وهو ما يرمي إلى أهمية هذا الدور الرائد في القضاء على فقر المحتاج فهو لا يحتاج إلى المال بقدر ما يحتاج تدريبا و تعليما يؤهله لسوق العمل فمتى توفر ذلك أصبح الطريق إلى المال سهلا، ولعل ذلك يستحضر في ذهني تجربة أحد أسر الجمعية المنتجة التي تسعى لتسويق منتجاتها من المأكولات والمشروبات والعطور عبر برامج وسائل التواصل الاجتماعي كانستغرام و تويتر وسناب شات، هذه الأسر تخوض أيضا تجربة التجارة الإلكترونية ويساعدها هذا التسويق البسيط لمنتجاتها في لفت أنظار متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، وانطلاقا من هذا الشغف لدى هذه الأسر سعت الجمعية أيضا في عمل تطبيق إلكتروني ومنصة إلكترونية تساعدهم على بيع منتجاتهم تحت مسمى تطبيق أسر وتسعى لإطلاقها قريبا لتكون مصدر رزق لهم، وبالطبع سيتم تدريبهم على مبادئ التسويق الإلكتروني بشكل أكثر احترافية من الذي كانت تمارسه هذه الأسر من وسائل بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمنتجاتها، وأخيرا أؤكد أن الطريق إلى المال يصبح سهلا بالتدريب والتأهيل والعمل واكتساب الخبرات.