تحدث والد ضحية حرائق لبنان الوحيد «سليم أبو مجاهد» عن اللحظات الأخيرة لابنه قبل أن يُتوفى من جراء مشاركته في إطفاء الحرائق التي اندلع في بلد الأرز اليوم الثلاثاء.

فابن الـ32 عامًا هو عنصر في الدفاع المدني بلبنان، رحل إثر نوبة قلبية ألمت بعدما هب ليساعد في إطفاء الحرائق التي اندلعت عند أطراف بلدته.

وقال والده: « قرابة الثانية عشرة من ليل الاثنين بدأت الحرائق تقترب من بلدة بتاتر في قضاء الشوف، فسارع سليم إلى القيام بواجبه كونه عنصراً في الدفاع المدني، وطلب مؤازرة رفاقه وأصدقائه في البلدة من أجل منع تمدد الحرائق » .

وتابع: «بعد ساعتين من المشاركة في عملية الإطفاء، عاد سليم إلى المنزل وطلب منّي أن أعطيه مسكّناً للأوجاع لأن صدره كان يؤلمه، علماً أنه أجرى منذ ثلاث سنوات عملية في قلبه استدعت تركيب دعامة».

وأضاف: «فسارعت لجلب الدواء إلا أن حالته تدهورت سريعاً لأنه لم يعد يستطيع التنفّس، عندها نقله شباب البلدة ورفاقه في الدفاع المدني إلى المستشفى غير أن قلبه الضعيف لم يقاوم ففارق الحياة عند وصوله إلى الطوارئ».

وأشار قائلًا: «نحن دفعنا ضريبة الإهمال والفساد والنهب. فلو أجروا عمليات صيانة للطوّافات (السيكورسكي) التي استقدمت قبل سنوات والقابعة في المطار، لما حصل ما حصل. ربما ليس لديهم الوقت لشراء الفيول لهذه الطائرات لأنهم مشغولون بالنهب والسرقة».

يشار إلى أن سليم متزوّج منذ ثلاث سنوات ولديه ولدان، وهو الابن الأكبر في عائلته المكوّنة من ثلاثة شباب.