بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين إلى المملكة، نجدنا نستذكر تاريخ العلاقات السعودية الروسية، والتي تنامت بوتيرة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.

لكن العلاقات الثنائية ترجع إلى العشرينيات من القرن الماضي، حيث واكبت المراحل الأولى لتأسيس السعودية، وذلك بوصول أول بعثة دبلوماسية سوفيتية إلى المنطقة قادها كريم حاكيموف الذي اشتهر لاحقا باسم الباشا الأحمر.

وقد كان الباشا الأحمر رسول ستالين إلى الجزيرة العربية، وأول دبلوماسي يتصل بقادة السعودية في 16 فبراير عام 1926، مدشنا أول اعتراف رسمي بها عندما كانت « سلطنة نجد » .

ولعب كريم حاكيموف، دورًا كبيرًا في توثيق تلك العلاقة وكذلك مد الصلات بالسعودية واليمن خصوصا، وحظي بعلاقات وثيقة بعدد من الأمراء الكبار، وبالأخص الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي تولى الحكم في البلاد بين عامي 1964 – 1975.

بداية المشوار..
في عام 1942، أرسل الباشا الأحمر إلى الحجاز لإقامة علاقات دبلوماسية مع المملكة الهاشمية، بعد أن عمل لفترة سفيرا للاتحاد السوفيتي في جمهورية بخارى ودبلوماسيا مفوضا في إيران.

وقد وصل إلى المنطقة بالتزامن مع اندلاع الحرب بين نجد والحجاز، والتي انتهت بسيطرة الملك عبد العزيز آل سعود «رحمه الله» على الحجاز وضمها إلى سلطنة نجد، وبدأ اتصاله بالأمراء.

إعاقة بريطانية للعلاقات..
وواجه الدبلوماسي السوفيتي محاولات قوية من ممثلي بريطانيا لإعاقة عمله، وكتب في هذا الصدد: «الإنجليز بهدف عزل المشرق العربي عن الاتحاد السوفيتي يفعلون كل ما بوسعهم لمنع وصول المواطنين السوفيت إلى هذه البلاد».

روسيا أول المعترفين بالمملكة..
وفي عام 1926، سلّم الباشا الاحمر الملك المؤسس مذكرة اعتراف الاتحاد السوفيتي بمملكة الحجاز ونجد، وشرعت موسكو إثر ذلك في إرسال مساعدات إلى شبه الجزيرة العربية من بينها الحبوب والكيروسين.

وبعدها بعامين، أرسل الباشا الأحمر في مهمة دبلوماسية إلى اليمن، وبقي هناك حتى عام 1932، حين استدعي إلى موسكو بمناسبة زيارة الأمير فيصل بن عبد العزيز « رحمه الله » .

توتر العلاقات..
وشهدت هذه الزيارة توترًا بين البلدين حيث لم يتمكن الأمير رحمه الله، من الاجتماع إلا بميخائيل كالينين، أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ما تسبب في استياءه، ليعود حاكيموف عام 1935 إلى المملكة مندوبا مفوضا لبلاده، لتحسين العلاقات الثنائية.