اتفقنا جميعا أنا وإخوتي أن الصورة الذهنية التي لاتفارق مخيلتنا عن أبي -شافاه الله- هي لحظة خروجه كل يوم من غرفته مشمرًا لأكمام ثوبه مبتسما، لم نكن نعي تلك الفرحة العارمة التي تغمره عند سماع حي على الصلاة حي على الفلاح!!

يتوضا أبي كعادته ويخرج للمسجد، ويقول بصوت ثابت “الصلاة.. الصلاة” صورة اعتدناها، لكن السؤال الملح لمَ تلك الابتسامة تبقى وتلوح على وجه أبى كلما نادى المنادي وخرج لبيت الله ملبيًا النداء.

سقط أبي مريضًا وتردت حالته، يفقد الوعي ويعود،
لكن لسانه لايفتر رطبًا بذكر الله.

واليوم أبي لايعلم من أمر الدنيا شيء، لكنه أحيانًا إذا سمع النداء أو لم يسمع توضأ وضوءه للصلاة بلا ماء… كبر، وصلى، بلا وعي، وبدون قبلة.

الآن… فقط الآن

علمت سر تلك الابتسامة!!!

كان أبي مقيمًا للصلاة، معلقًا قلبه بالمساجد، سقطت عنه الصلاة، لكنه مازال محبًا لها متمسكًا بها- رحم الله حال أبي وهون عليه مرضه وكربه- عرف الله في الرخاء فعرفه في الشدة.

لأبي وأبائكم في هذا اليوم والذي يحتفي به العالم بالمسنين، تحية إجلال وتقدير ، حب وفخر واعتزاز،
يوم يتفرد به أصحاب تلك القلوب الكبيرة، والوجوه الطيبة من كبار السن، أبي وأباءكم عطاء لاينفذ وقلب كبير هو بيت الجميع.

لأبي وأبائكم لن ننساكم اليوم وكل يوم حفظ الله الأحياء منهم، ورحم الأموات، وشافى كل مريض منهم ومرضى المسلمين.