أهدتني حلوى باردة
وكوب حار  ممزوج بداخله رغوة ..
واهديتها وردة حمراء
مغلفه بورقة ملونة وبجانبها قهوة ..
جلسنا أمام طاولة ملساء
وبيننا شمعة تتمايل ومناديل ..
وحولنا إضاءه خفيفة
وأصوات هادئة كخرير نافورة وتغاريد “البلابيل” ..
هل منحت وقتك الثمين
وجعلته يصدى بنزوة ..
سكوت وهمسات
وقرقعة صحون الطعام
ورائحة الشواء تفوح ..
واختلط مع عطرها
حتى كاد أن يتحول
خدها الاحمر  كالكيك المذبوح ..
ايها الكائن اللطيف
أمامك كائنة تشبه اللبوه ..
تناظرني خلف السواد
عيون تشع نورا لا يهدأ أبدا ..
تحاول أن تثير الأجواء
بأنفاسها الساخنة لتزيح برودها بردا ..
مسكت بيدي ملعقة
وبيدي الأخرى علبة الملح
لادحرجها عنوة ..
حتى وقعت وتطايرت
حبات الملح واختلط
مع الزجاجة المكسورة..
ثم سألتني ..
عن مكعبات السكر
وعن الكاسات الفارغة
وعن علبة بداخلها أعواد منثورة ..
وعن سرحاني في تلك الثريا
بعيون تملأها القسوة ..
وعن صرير الكرسي
وعن خيوط الستارة  المنسدله  ..
وعن الخبز اليابس
الموضوع بداخل تلك السله..
أتشغلك التوافه ! وتلك الاشياء
لتجعلك تتمتم شفتاك غنوة ..
ايثير صمتك ! قطرات التكييف
وهو يسيل على زجاج النافذة
المتهالكة المثقوبة ..
او خطوات ! طفل يتكيء
على الكراسي المتحركة وعيونك تراقبه ..
اتدري ؛ أنك لص ؛؛
على هيئة تمثال يغطي جسده فروه ..
أتدري ؛ كم اشعلت فتيل وقتي
قنديلا وكم جعلتني في خلوة ..
دنوت منها لاخبرها
بأن تخفض صوتها
وتهدأ قليلا وتشرب من فنجان القهوة .. وتتمتع بتلك الحلوى الذائبه
وتتذوق بشفتيها طعم الرغوة..
فصرخت في وجهي
حتى سقطت من …
فوق سريري ..
فتأكدت أنه ” حلم ”
وليس بكابوس ..