بما أننا في مرحلة انتقالية من صيف لشتاء طرأ على بالي المراحل الانتقالية لدى الإنسان، ولا أظن أني أول شخص يتكلم عنها، ولا أعتقد بأني سأكون الأخير.
تعصف بحياة الإنسان العواصف لتنقله من حال إلى حال، ففي الدنيا دوام الحال من المحال، وعمرك يمر بمراحل وقد تمكث طويلا في واحدة من هذه المراحل، وهي تشبه تماما فصول السنة الأربعة، فربما تمر عليك مرحلة الصيف فتصبح قاحلا وغير قابل للتعايش ولا العيش وتود أن تموت في اليوم ألف ألف مرة ولكن لا مفر من عيشك في صيفك وتحاول قدر الاستطاعة التأقلم، ثم قد يمرك خريف فتصبح خاليا من الإحساس والمشاعر ولا يهمك ما يحدث من حولك، وما سيحدث فليحدث فلا قلق ولا حزن ولا راحة ولا فرح والأمور متساوية لديك، ثم بعدها قد يعصف بك الشتاء ويكون شديدا جدا، حتى يتبلد لديك الشعور من شدة البرود، وإن تأذيت من أحدهم فلا مشكلة ولا لوم عليه هذه هي الحياة، وإن حاول أحدهم اسعادك فلا مشكلة ففعله من الروتين، فمشاعرك أصبحت باردة لا تتقبل أن تعيش اللحظة، حتى يأتيك من يذيب الثلج عن المشاعر ويفتح لك الآفاق الواسعة، فتبدأ ترى جمال الحياة، وتود أن تنتشل من مر بمثل ما مررت به إلى عالمك الجديد المزهر المورد الممتلىء بالخير، ولكن النكسة ويالها من نكسة إن أصبحت صيفا وأنت كنت الربيع، فغالبا ستصل للشتاء وستتوقف عنده طويلا جدا، وربما لا تصل إلى الربيع مرة أخرى، وأحذر فما تظنه ربيعا قد يكون صيفا حارا حارقا ولا تسلم منه حتى بعد حين!