ينشأ ناشئ الفتيان فينا وقد تربى على أنه أعلى مكانة من المرأة وأكثر منها ذكاء وأكثر قدرة على مواجهة أعباء الحياة وتحمل المسؤولية من هذا ( الكائن ) الضعيف الناقص عقلا وديننا وفهما وقدرة على الإبداع !!

وبالتالي يبدأ مسلسل ( التنمر) على هذه المرأة منذ الصغر فنجد الطفل الذي لم يبلغ الحلم يأمر وينهى في بيت اهله وعلى هذه الأنثى مهما بلغ عمرها وعلمها أن تطيعه وتداهنه وتسعى لكسب رضاه !!

هذه ( التفرقة العنصرية ) الذي أثبت العلم الحديث عدم صحتها وانه لا وجود لفوارق تذكر بين الجنسين في الذكاء والقدرة على تحمل المسؤولية جاءت بسبب موروثات ملوثة أدخلت في مجتمعاتنا منسوبة للدين ( وحاشاه ) وترجع أساسا لعادات وتقاليد بالية عفا عليها الزمن وتجاوزتها الشعوب المتحضرة !!

بالأمس القريب صدر قرار تاريخي من وزارة التعليم ب( دمج طلاب وطالبات الصفوف الأولية ) في صفوف واحدة وبإشراف المعلمات !!

إنه قرار تاريخي عظيم سيكسر كل حواجز ( الفوقية) بين الجنسين ..

ستخرج أجيالا من رجال المستقبل يحترمون المرأة عندما يرون زميلاتهن يتنافسن معهم في طلب العلم وربما يتفوقن عليهم ليدركوا في داخلهم أن الفرق بين الجنسين ليس إلا بمقدار العطاء والجهد والاجتهاد للوصول للنجاح في هذه الحياة !!

ستنتهي في داخل الأجيال القادمة عقدة تفوق ( الجنس الذكوري ) على غيره ويعرف أنه لا فرق بينه وبينها وأن التميز والإبداع لا جنس له !!

ستتعامل الأجيال القادمة مع الجميع بعدل وسيفرح الوالدين بمولدتهم الأنثى بنفس القدر الذي تفرح به بمولودهم الذكر !!

سيساهم الجميع في نهضة بلده على حد سواء وسيتعامل معهم المجتمع على قدر واحد من المساواة دون احتقار وتمييز وقهر وتعنيف وتصنيف لطرف دون آخر !!

سنرى الأجيال القادمة وقد تقبلت بكل أريحية أن تقودها امرأة سواء في مجال عملهم أو اعتلاء أرقى المناصب بما فيها القضاء و قيادة الأمة !!

وبدلا من تعطيل نصف المجتمع واستغلاله في ( قضاء الشهوات ) سنصبح امة متحضرة تستثمر جميع أبنائنا في نهضتها وتطورها وتحضرها ..

عندها سيسود العدل وتختفي العنصرية وتزول الطبقية وتنقرض قصص التعنيف والتهميش والتسلط والضرب والقتل وسنعيش في وطن مؤسس على الاحترام المتبادل والتقدير والاعجاب والفخر بالإنجاز بغض النظر عن جنس فاعله !!

اضاءة ..

المساواة من صنع الله ..

والتمييز من صنع البشر !!