‏في طريق العودة أي بعد ٣٦٥ يومًا أشعر أحيانا بأن لفظ تجاهل بصيغة الأمر عميقة كالمحيط باردة خاصة عند استعمالها لتجاوز أزمة أو موقف أو كلمة أو ذكريات مؤذية لتصبح الكلمة بمثابة وثبة أو قفزة تُرافقها مشاعر تحرر وانتعاش هادئ وابتعاد عن منطقة محظورة ومحرمٌ الإقتراب منها في منطقة المشاعر والأحاسيس شكرت نفسي على العهد
” كتبنا تعهد ” ومضينا نغوص في أعماق أنفسنا ونبحر ألماً وصبراً وأشراقاً ونوراً .

تعهد ؛ جميعنا معرضون في فترة من فترات حياتنا الى السقوط أو الطعن من الخلف أو الإنكسار قريباً كان أم بعيد لا تجعل الأسف بالإنهزام والإنطواء وكثرة البكاء وبناء عالم من الخيال لا تحدّث فيه إلا نفسك ! أم تاخذ ذلك عبره نهدأ قليلاً راقب علاقاتك مع الناس إذ ترك بعضهم راحة ورفاهية فإذا شعرت بالإرتياح حاول أن تتشبث بتلك المساحة سواءً كانت بُعدًا أو فراقًا لأن الراحة باتت تُشترى رحيل بعضهم ليس عقابًا بل مكافأة ومنحة .

تعهد ؛ تخرج منك ( الآه ) وما أصعبها من ( آه ) لا تستطيع البوح بها إلا لنفسك تلك التي ظلمتها وعن تحقيق اّمالها أقعدتها لخطأ في التقدير وسوء الظن ثم يتملكك اليقين بأن الندم لا يجدى نفعاً وشريط العمر لن يرجع ولا سبيل أمامك إلا أن تحبس الدمع وتكتم الجرح وتعض على أناملك ندماً ! اقترب الى حالة التأمل الذاتي التأمل في أسرار الكون ستندهش مراجعة روحانية الشكل والمحتوى.

تعهد ؛ نمر بأزمات شقاق وقطع علاقات أسرية وبغض وكراهية وقد تصل الى مرحلة الإنتقام وسقوط الضحايا واحداً تلو أخر أولها أنت ‏! هناك من يُحب دور الضحية يتشبّث به لإعتقاده بأنه الخيار الأفضل كي يستولي على اهتمام الآخرين وعنايتهم يستمتع بلحظات اجتماع الناس من حوله وهم يحاولون تهدأته وجبر خاطره والتربيت على كتفه ! راجع علاقاتك حتمًا فلكل منا ” كما أنت ” ظروفه وأحواله وأحكامه التي تفقده السيطرة على بعض الأمور والمواقف راجع نفسك وقد تجد ظرفًا خانك فيه التعبير .

تعهد ؛ إذا كنت ملتزمًا بمبدأ ” ليس لأحد دخل في حياتي ” فهنئا لك هذا حقّك لكن لا تُزعج الآخرين بمشاكلك وإخفاقاتك كُن بذات الشجاعة والقوة لتتحمل تبعات كافة قراراتك لأن أولئك الذين ليس لهم حق التدخل قبلًا ( عندما تقع الفأس ) ليس من مهامهم معالجة أخطائك ! استشير الآخرين وتعلم من خبراتهم وعثراتهم كي تقود حياتك بنجاح وتنطلق بثقة وأنت ممسكٌ بزمام الأمور ولا يتعارض ذلك البتّة مع كونك قائد حياتك.

تعهد ؛ أسرى ثقافة المشغولية ( 24 ساعة باليوم مشغول ) تاركاً خلفه كومه إهمالات بات الضجر يدخل عمقها ! نحتاج فترة راحة نقطع فيها بعض العادات والروتين الممل نتوقف قليلاً عن الرد على الايميلات والرسائل عن تحديث تايم لاين تويتر بإستمرار عن استعراض السنابات ومشاهدة نفس مقاطع الأكل والسفر والتنمر والبذخ المسألة لا شرود ولا إنعزال المسألة فقط قطع التيار عن الروتين الممل وتجديد العهد مع صديقك الأثمن نفسك .

تعهد ؛ يسرق فواصل الحياة ويغير أماكنها ويزيح الستار فتصبح ذات معنى أخر ليس له صلة بمعناها الحقيقي ! حباً بالله فيك إنسانيّة الإنسان التأنّي والحِلم تُكسبك الهيبة والوقار تُغنيك عن ألف حوار وترسمك فوق ألف نجمة صفاء القلب والرحمة تَغمرُ من حولك لُطفًا وحنان وتُسامح من فيك قد خان وتصفحُ بكلّ حُب وكأن الرأفة تسري فيك سريان بإختصار لأنك إنسان .

تعهد ؛ القلوب المهترئة المتصدئة بقفل الزمن ردد دوماً ‏أنتِ الإشراقة لكل ذبول والجبر لكل إنكسار والفرحة لكل حُزن ! أفكر كيف أبدأ من جديد أن أقفَ بعد السقوط أن أقاوم شعور الفشل أن أنفض غبار التعثّر كما أرجو أن يرافق تلك البداية إيمانٌ عميق أن بإمكاني الوصول حيثما أريد وتصديقٌ راسخ وإيمان عميق بأنني أمتلكُ ما أحتاج من فكر وقدرات ومواهب وطاقات وأنّ لا شيء يقف عائقًا أمامي سوى الوهم .

تعهد ؛ فكرة أن المرأة عاطفية والرجل عقلاني الفكره بحد ذاتها ضيعت فرص على حواء وظلمت آدم يُفرض أن يكون كذلك ولم ندرك بعد خلق الله سبحانه الناس مختلفه ولم يحدد من العاطفي ومن العقلاني ! عندما نبحر بأعماق محيطنا سنجد اختلاف الأفهام سنة ماضية وكتابة التعهدات سنة قادمة ‏عندما يخونك التعبير لا تقل شيئاً فالحروف أحياناً قليلة جداً احضِنْها أو أهدِها وردة .

أبدا عامك بداية لعهدٍ سعيد مختلف عما قبله تعهد وأسرار ربانية جزءًا من الواقع لأن المُجيب قال لها ” كوني ”
سأعزز إيمان النصر مع الحُب الجزيل .