مع قرب إنطلاقة العام الدراسي الجديد 1441 يتداول الناس وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعِ مصور لسماحة مفتي عام المملكة وهو يُجب عن الحكم الشرعي في الدمج وخطورته التي يراها سماحته من زاوية شرعية ، الزاوية الشرعية منفصلة تماماً عن الزاوية التربوية فدمج الصفوف الأولية بنين وبنات سيحقق فوائد تربوية تستمر مع الطالب والطالبة إلى نهاية العمر وسيورثون تلك الفوائد لأبناءهم فيما بعد ، المعلمة ستقوم بمهمة التعليم والتي سيغلب عليها عاطفة الأمومة حتى وإن كانت المعلمة غير متزوجة فالأمومة ملازمة للأنثى وبسببها تتعامل مع الأطفال بحرصِ واهتمام شديد ، وزارة التعليم حسمت الجدل ف1400 مدرسة على مستوى المملكة ستستقبل البنين والبنات وسيكون الطالب والطالبة معاً في مكانِ واحد بعد عقود من الفصل القسري ، الإختلاط بين الجنسين في الصِغر لن تكون أثاره مُدمرة في الكبر كما يعتقد البعض بل ستكون آثاره إيجابية على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي فلو أخذنا الجانب الاقتصادي فوزارة التعليم سوف تتخلص من المدارس المستأجرة وفي الجانب النفسي سيكون الطالب أكثر استقراراً من ذي قبل فالمعلمة ستكون بمثابة الأم له ولأقرانه وفي سن الطفولة المبكرة يصعب على الطفل تقبل انفصاله عن والدته وهذه قضية تربوية اشبعها المختصين بحثاً ودراسة ، في الجانب الاجتماعي وهو المهم في نظري ستتغير أشياء كثيرة فالدمج سيكون الخطوة الأولى لعملية تدمير فكرة الفصل بين الجنسين وسيكون الاختلاط المحمود حاضراً في ثقافة الجيل القادم الذي سيتربى على احترام الجنس الأخر والنظرة تجاهه لن تكون قاصرة بل ستكون أكثر عدالة ووعياً فالأنثى شريك مهم في الحياة ومحاصرته تعني محاصرة الحياة وتعطيل طاقاتِ يمكنها البذل والعطاء .
المتخوفون من الدمج يكررون عبارات مستهلكة أكل الزمن عليها وشرب تخوفهم نابع من العقل الباطن المحشو بهرطقاتِ واحاديث وحوادث لا صحة لها فالدمج سيحول الفتاة والفتى لكائناتِ شهوانية ضاربين بعرض الحائط سلبيات الفصل والتي حولت البعض لكائناتِ شهوانية همها الوحيد ممارسة الجنس في الواقع أو في الخيال ، التغيرات التي تحدث في التعليم وفي الواقع اليومي لحياة الناس أمرُ طبيعي فالمجتمع بدأ يعود تدريجياً إلى طبيعته السويه وما تقوم به وزارة التعليم من مجاراة للواقع الاجتماعي الجديد خطوة شجاعة ومباركة فهي بتلك المجاراة تهدم أفكار باليه وتفتح الباب لآراء إنسانية عقلانية لتأخذ مكانها الصحيح في الخارطة الفكرية والثقافية المحلية وتدعم العملية التربوية الصحيحة بخطوة الدمج التي ستكون أمراً عادياً إذا ابتدأ العام الدراسي الجديد الذي سيتحق عنوان “نحنُ مجتمع طبيعي كنا كذلك وسنعود لما كُنا عليه من قبل ” ، لكارل لودڤيج بيورنإنّ قولُ سيتحق التأمل فذلك الحكيم يقول “إن التخلصَ من أحدِ أوهامِك، أفضلُ كثيراً من اكتشافِ حقيقةٍ جديدة ” وهذه حكمه تستحق أن تُعلق بالميادين والطُرقات ويرددها البعض عشرات المرات في اليوم والليلة.