امتاز الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بشخصية مركبة؛ حيث يبالغ خصومه في ذمه والحط منه، كما يبالغ أنصاره في تبجيله وتنزيهه، حيث يصعب الحكم على شخصيته من زاوية واحدة، ولهذا تعددت وتباينت المواقف منه.

وأوضح تقرير، أن القذافي قال لمواطنيه: ” أنفاسكم تلاحقني كالكلاب المسعورة ” ، جاء ذلك في سياق قصة بعنوان ” الفرار إلى جهنم ” نشرت في عام 1989، سرد خلالها أفكاره ومشاعره تجاه المحيطين به، وتحدث فيها مطولا عن نفسه.

وسعى القذافي في تلك المناسبة إلى الظهور بشكل مختلف من خلال نزع تاج السلطة في تلك الرحلة القصيرة إلى ” جهنم “، واجتهد كي يعود إنسانا بسيطا يعبر عن همومه وعواطفه الخاصة بأقصى قدر من التجرد، إلا أنه فشل في ذلك.

وجعل الرئيس الليبي الراحل من جهنم المكان الذي هرب إليه فارا من شعبه، كما يقول وحيدا مرتين، رمزا لمكاشفة حاول فيها أن يعيد رسم شخصيته من جديد، ولذلك بدأها بالحديث عن الطغيان؛ ليسخر: ” بفراري إلى جهنم انتزعت نفسي منكم أيها العبيد المرتشون… أيها النسانيس والحرباوات والخزز… والكلاب المهاجرة الجرباء “.