أبدأ مقالتي بتغريدة نشرتها في صفحتي في تويتر قلت فيها :

(( ‏المسألة ليست مجرد جواز يعطى ولا مجموعة من الأختام تمنح !!

القضية أهم من ذلك بكثير ..

إنها مسألة ( عدالة اجتماعية ) تساوت فيها جميع الرؤوس فلم يعد هناك قائد ومقاد ولا متهم وجلاد !!

أصبح للجميع حقوقه المتساوية ..

والأهم أنها مسألة كرامة إنسانية فلم يعد لجنس سطوة على جنس آخر )) !!

وأضيف إن كل من يتباكى على ( الرذائل ) التي ستصاحب هذا القرار يجب أن يسأل نفسه ما الفرق بين الرجل والمرأة في رأيك ؟!

وهل الرذيلة امر يخص المرأة والفضيلة أمر يخص الرجل ؟!

لماذا لم تذرف الدموع على ملايين الشباب الذين سافروا ويسافرون لهدف العربدة والسكر وارتكاب كل المحرمات وظهرت حميتك فقط عندما سمح للمراة بالسفر ؟!

لماذا دائما نربط الرذيلة بالمرأة وكأنها إنما خلقت لارتكابها ولابد لنا نحن معشر الذكور من مراقبتها وحجبها وحبسها حتى لا تجلب لنا العار وكأن ذكورنا قد جلبوا لنا الخير واوصلونا لقمة المجد !!

كفانا استشرافا كاذبا وكأن مصائبنا لا تأتي إلا من نصف مجتمعنا ( الأنثوي ) الذي حبسناه سنين طويلة في دهاليز من استغلوها جنسيا بشتى فتاويهم المشبوهة من عقول ملئت بشبق جنسي بوهيمي !!

انا من النوع البيتوتي الذي نادرا مايخرج من بيته إلا لحاجة ..

وفي آخر جولاتي في مدينة جدة تفاجأت بتغيير كبير في حياة المجتمع !!

مررت بأكشاك تبيع فيها فتيات محترمات بكامل حشمتهن ويبتغين الرزق الحلال للصرف على أسرهن !!

رأيت محلات كثيرة وقد عملن بها ويتعامل مع الرجال لكل أدب واحترام !!

فوجئت ببنات بلدي وقد عملن في كافة الدوائر الحكومية التي كانت حكرا على الرجال كالمرور والجوازات والشرطة وغيرها من الوظائف المدنية والعسكرية !!

من المعتوه الذي يحرم عمل المرأة وسعيها للصرف على نفسها وأسرتها بالعمل الحلال ؟!!

ومن المعتوه صاحب الفكر الظلامي الذي لا يراها إلا عورة ولا خروجها إلا للبحث عن الرذيلة ؟!!

ومن الرجعي الذي يحرمها من السفر للعمل أو الدراسة أو حتى للسياحة البريئة بحجة انها أنثى ؟!!

أن الأساس في الفضيلة أن يتعلمها الطفل والطفلة من ابويهما منذ نعومة أظافرهما لا فرق بينهما في ذلك ..

فإذا زرعت في داخل الفرد وكانت منهجه في التعامل مع الآخرين فلن تستطيع قوة مهما كانت أن تؤثر به !!

فكفانا تفريقا بين الجنسين بحجة ضعف عقل الأنثى وقلة حيلتها وسهولة خداعها !!

وإذا أردتم أن تقولوا حقا بالفعل ..

فطالبوا بتفعيل قانون ( التحرش ) وتنفيذه بشكل صارم ليؤدب كل ذكر تأدلج على أن كل أنثى هي فريسة سهلة له !!

ربيت ابنائي على الفضائل ..

وسافرت بناتي وأولادي إلى أقصى أمريكا الشمالية وعادوا بأعلى الشهادات..

وهاهم اليوم يخدمون أنفسهم ووطنهم بكل إخلاص .. ومثلي كثيرون !!

ورأينا نماذج في المجتمع ممن يدعون الفضيلة وأبنائهم وبناتهم يرتكبون جل المعاصي !!

فدعونا من تصنيفاتكم العنصرية بدعاوى جاهلية وافهام سقيمة حصرت الفضيلة في نطاق ضيق وحرمت مجتمعنا من إمكانيات بناته المخلصات !!

والشكر كل الشكر لولي أمر حازم وعادل ساوى بين جميع أبنائه وحفزهم على الابداع وأعاد الحقوق لكل مظلوم !!

اضاءة :

من لا يقدر على فعل الفضائل ..

فلتكن فضائله في ترك الرذائل !!

ارسطو