ما كان من الأمس القريب بعض المطالبات الموجهة للمرأة والتي تدعوها للتحرر والتمرّد والخروج عن المألوف بحجّة تحقيق الذات ونيل الأهداف والشعور بالسعادة الغامرة ونشوه الإنتصار والأدهى أنها تُغلّب الحرية المكبوتة على القيم والمبادئ والأعراف والأخلاق المجتمعية والدينية دون ضابط وكأنها سخّرت جلّ اهتمامها لإفساد المسلمات.

وعجيب فعلاً مطالبة شريحة كبيرة من النساء والمراهقات ‏بالتحرر والإنفتاح الغير معهود على الفتاة السعودية بإعتبارها مسلوبة الحق والكرامة ( وقفة تمعن )مع دراما الحزن وكأنهن الضحيّة لا الجلاد على أنفسهم أصبحت تائهه بين مطرقة القيود وسندان الانفتاح السلبي ‏وغالباً تمثل الفتاة بما لديها من تمرّد على الحرمان والتسلط على الأهل والمجتمع شكل من أشكال الامتيازات الذكورية ( الثقافة الجديدة ) وبما فرضه الزمن مع التحديثات الجديدة من هنا يكون الإصطدام قوي وحاد بين زمنين وستبدأ أجيال بالتأقلم والإنجذاب دون وعي والتنازل شيئا فشيئا ولكن بعد وقوع ضحايا المنتصف بإختصار خلع غطاء الرأس هو بداية خلع كل القيم .
عين راصدة ؛ على المولات والمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه وستدرك كارثة تساقط ضحايا المنتصف …!

في حين أن هناك أكثر من 30 منظمة دولية رائدة في مجال العمل مع الفتيات تدعمهن وتحمي حقوقهن سخرت خبراتها الطويلة والدراسات والأبحاث والإحصاءات وضعت الإعلانات لأخذه بعين الأعتبار بأجندة التنمية لما بعد 2020 موجه للعالم أجمع وخصوصا للفتيات المراهقات على اعتبار أنه حان الوقت للعمل من أجل إحداث تغيير حقيقي في حياة الفتيات خاصة ” المراهقات منهن ” وكون ذلك لا يشكل قضية بعينها أنما هدف استراتيجي وحلا نهائيا يتماشى مع التنمية المستدامة وبطرق مدروسة أكدت الدراسات على ضرورة التركيز وبوقت مبكر على المراهقات اللآتي تترواح أعمارهن ما بين ( 10-18 ) وقبل أن يواجههن التغيرات الجسدية والعاطفية والاجتماعية المرتبطة بِسن البلوغ لوحدههن على اعتبار أن السياسات والبرنامج الموجهة لهذه الفئة العمرية هي مؤشر صحي وعملي ستضمن بالتأكيد الإنتقال السليم والآمن لهن لمرحلة البلوغ التى لا يمكن لأحد تجاهلها أو إغفالها أو حتى وقفها .

والغريب في الآمر أن منهج الشريعة الأسلامية وضح وكفل بذلك كله ! موجعه الغرب الآخر يخطط ويبني ( أفاقه بعد انتكاسه ) ونحن نهدم ونرمي بدعوة الانفتاح لشئ مخجل ومعيب ما وصل إليه حال فتياتنا من سفور ونفور انحدار أخلاقي وسلوكي وتمرد على العادات والتقاليد والعرف والانسلاخ من منهجية الشريعة بحجة التخلف والرجعية ومع كل تغيير اجتماعي ثوري هو انهدار قدسية الحياة البشرية وكرامة الإنسان ولعل محاولة الانسلاخ عن مبادئ عائلته وقوانينها إحدى وسائله لتأكيد تميّزه عن باقي أفراد العائلة وإثبات هويته المستقلّة خرجنا من مغزى الرسالة ومضمونها .

الانفتاح هو فتح العقول لآفاق جديدة من العلم والمعرفة ..

المدخلات والمعطيات اختلفت وتيره العقول تبدلت فهمنا التطور وخطوط التنمية العريضة بطرق الضد تطلعنا الى ما فوق الخطوط المحرمة نحن مع ولسنا ضد مع الحرية ولكن بمسئولية ومع التمدن ولكن بالحفاظ على الهوية والثقافة والقيم السعودية مع الوسطية دون المساس بالشريعة مع استقلالية الفتاه فكريا وليس أخلاقيا وأن تتعامل مع هذا العالم بوعي ومسؤولية وتكون ذات دور مؤثر وإيجابي فيه بالإضافة لدورها الأساسي كزوجة وأم وكل ذلك ضمنته الشريعة والمنهج الإسلامي الذي كفل سائر الحقوق والواجبات .