المتأمل في شخصية أوردوغان يجدها شخصية براغماتيه تضع نفسها بمأزق بعدما تظن أن مصلحتها السياسية الأيديولوجية تحتم عليها سلوك ذلك الطريق ، بين فينةِ وأخرى يطل علينا ذلك الشخص المهووس بالظهور الإعلامي بحديثِ يظنه سياسي مداعباً به مشاعر بني جلدته ممن باع عقله بسوق جماعة الأخوان المتطرفة ،حديثه مشتعب فتاره يستذكر الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله وتاره يترحم على دميه جماعة الأخوان الذي حكم مصر وخلصها الله منه بقدرة قادر وتاره يتحدث متباكياً عن القدس وعن الثورة السورية المنسية بعد سنواتِ من الدم والدمار ، أحاديث أوردوغان تدل وبوضوح على أنه شخصية تبحث عن مجد ولم يجد ذلك المجد إلا في تبنيه لعقيدة الإسلام السياسي وتوجيه طاقات تركيا لخدمة تلك العقيدة الفاسدة ، يُدرك أوردوغان أن السعودية تقف ضد فكرة الإسلام السياسي وتدعم خطط مكافحة ذلك الداء الذي شوه الفكر الاسلامي وشوه الإسلام كدين صالح لجميع مناحي الحياة ، وقفة السعودية التي يدركها أوردوغان ومن يقف خلفه ممن انخدع بالإسلام السياسي وبخطابه اللعين حدت من نفوذه وقطعت عليه طريق استغلال الثورة السورية وحشر انفه بزواياها الضيقة فأخذ يتحامل على السعودية بطريقةِ مباشرة عبر استدعاء قضية جمال خاشقجي وكأنها يقول هاهنا اقارعكم بقضيةِ وسأقاضيكم بها ، مُضحك ذلك الشخص فقضية جمال خاشقجي تحت نظر القضاء ولن ينجو من تورط فيها فقضاءنا ليس كقضاء أوردوغان لا تؤثر فيه عنرياته التي يظنها مؤثرة ، السعودية لا تجامل أحد مهما كان تتصدى للمشروع الفارسي وتتصدى للفكرة الأردوغانية التي يحلم بها بعض المخدوعين فحلم الخلافة العثمانية لن يتحقق وسيبقى بالخيال حائراً طائراً طالما هناك دولة اسمها السعودية ، الخلافة فكرة شيطانية تقوم على استبدال كيانات سياسية شرعية بكيانِ يستمد شرعيته من كتب التاريخ وقصصه التي لا تنتهي ، لو كان أوردوغان يؤمن بالمستقبل لفتح مع السعودية خطوط تواصل وتخلى عن دعمه لقطر وإيران وبقايا المتطرفين ولانبرى مدافعاً عن الحقوق العربية لكنه آثر الهجوم الناعم فالسعودية تقف بوجه مشاريعه وستنهض وتحلق عالياً وهذا مالا يريده أوردوغان وبقايا القومية والناصرية البائدة ، أوردوغان في نعمةِ يُحسد عليها فالغضب السعودي ساكن لم يدخل مرحلة التحرك ولو تحرك فسيكون أوردوغان كالفأر يختبيء بالمجارير التي ستلفظه وتتركه يواجه غضب الشارع التركي الذي بدأ يتذمر من سياساته الخارجية والداخلية ، في العقيدة السياسية السعودية هناك ثمة حقائق لا تخفى على أحد من ضمنها التعامل بحكمة مع المستجدات والصبر والصبر والصبر وإن نفذ فإن الضربة ستكون قاضية وأيضاً احترام الشعوب وإرادتها ورغباتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتركها تحدد مصيرها ، هذه عقيدة يفتقدها أوردوغان ونظامه وبالتالي فالجبان يتحدث كثيراً ومن يتحدث كثيراً لا يستطيع المواجهة يعرج على قضايا في محاولةِ للفت الانتباه ونسي أن السعودية ترفع شعار القافلة تسير والكلاب تنبح وهذا ما يغيض شلة المشردين الذين يتبعون أوردوغان حفيد من حاول احتلال جزيرة العرب بإسم الخلافة الإسلامية ، في تاريخنا مقولة شهيرة للملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز نستذكرها دائماً ألا وهي “لن تجدوا منّا سوى المواقف الأخوية لذلك احترمونا كأخوة لكم، وإلا سيكون الرد قاسي“ وهنا مسك الخِتام .