تُوفي سليمان الجربوع أمس الأربعاء بالمدينة المنورة، وهو ” العقيلي ” الأخير بالمملكة؛ وذلك بعد حياة حافلة بالسفر والترحال عن عمر قارب 111 عامًا.

وفي هذا السياق، ذكر عبد اللطيف الوهيبي، أحد الباحثين في تاريخ ” العقيلات ” ومؤسس متحف العقيلات في بريدة، أن سليمان الجربوع أحد أشهر العقيلات، وكان آخر الباقين في الوقت الحاضر.

كما أوضح أن سليمان الجربوع يحمل تاريخاً كبيراً في مجال ” العقيلات ” ، وهو ابن أخ للعقيلي الشهير إبراهيم الجربوع، وهو أحد الذين اعتمد عليهم الملك عبدالعزيز آل سعود في وقف الحركة التجارية بعد ترسيم الحدود، وذلك وفقًا لما جاء بـ ” العربية . نت ” .

ويُعد الراحل سليمان الجربوع تاريخ العقيلات، أحد مصادر التاريخ الشفوي السعودي في تتبع الحركة التجارية قبل 90 عاماً، عاشها العقيلي الراحل منذ أن كان عمره 11 عاماً في أول رحلة له نحو فلسطين.

كما يُعتبر ” الجربوع ” شاهداً على التاريخ الفلسطيني، حيث يذكر العقيلي قبيل وفاته، أنه كان يعرف سوريا وفلسطين أكثر من أهلها، لأنه قطعها على أقدامه مرات متعددة.

كما دخل ” العقيلي ” سليمان الجربوع المسجد الأقصى أكثر من 100 مرة، ويعرف تاريخه ويتتبع كل ما كتب عنه، أو ما جرى حوله من أحداث إبان إعمار السعودية للأقصى بأمر من الملك عبدالعزيز.

تجدر الإشارة إلى أن سليمان الجربوع أحد أشهر العقيلات الذين عمروا وقتاً طويلاً حتى يومنا هذا، وروى تجاربه في التجارة والسفر بين العراق وسوريا والأردن وفلسطين ومصر، التي كان يصل إلى أغلبها على ظهر الإبل.

يُذكر أن ” العقيلات ” هي حركة تجارية نشطت من نجد قبل نحو 300 عام، يقودها رجال لا ينتمون لقبيلة معينة ولا لقطر معين، ومعظمهم من القصيم.

كما تنقل البضائع التجارية وتجلب على ظهور الإبل، قبل بداية ظهور الحدود بين الدول ومنع التنقل إلا عبر منافذ محددة، وكانوا ينقلون الإبل حيث تباع في أسواق العراق ودمشق وفلسطين والقاهرة، وينقلون الأقمشة وبعض المنتجات إلى أسواق نجد.