حقق الإعلام تطورات هيكلية كبيرة طوال تاريخه المديد حتى وقتنا الحاضر الذي أصبح فيه هذا الإعلام ركيزة أساسية داخل المجتمعات وأصبح من خطوط الدفاع الرئيسة التي تعتمد عليه الدول في الدفاع عن نفسها أو في إبراز قوتها فقد أصبح خط الدفاع الثاني بعد الجيوش فهو اليوم كالأخطبوط يملك تغيير الواقع بالقوة الخفية التي تؤثر وتصنع الأحداث وتغير التوجه والوجهة، فبالإعلام قد تستطيع صنع ما لا تستطيع صنعه لسنوات على أرض الواقع وهو ما جعل تدريس الإعلام داخل الجامعات أمراً مهماً وحتمياً لمعرفة أساسياته كي يصبح الدارس فيه على علم كامل في هذا المجال وما يحتويه من تخصصات عدة قد تخفى على الكثير إضافةً إلى مواكبة التطور السريع الذي يحدث داخل أروقته.

مما يسعدني في هذا المقال ولأن لكل مقامٍ مقال أن أذكر تجربة كلية الإعلام والاتصال في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية في هذا المجال المميز وهي الكلية التي بدأت كقسم تحت كلية الدعوة والإعلام في عام 1394هـ بعدد قليل من الطلاب إضافةً إلى جهل الكثير منهم في هذا التخصص خاصةً إذا نظرنا إلى تلك الفترة التي كان توجه الطلاب فيها في الغالب بين أقسام الشريعة والتجارة والمحاسبة وقد استمر هذا الوضع لفترة طويلة وصلت إلى عام 1425هـ أي ما يقارب إلى 31 سنة من تأسيس القسم وقد لا يلاموا الطلاب في ذلك فالتوجه يختلف من فترة إلى أخرى.

تطور قسم الإعلام بشكل كبير وملحوظ جداً خاصةً بعد تغيير الخطة الدراسية بشكل كامل في عام 1427هـ حينها تم إدخال مواد جديدة واكبت التطور الكبير الذي حدث في المجتمع وفي وسائل الاتصال بشكل عام وهذا يحسب بالتأكيد للجامعة وللقسم بشكل خاص عندما حرصت أن يكون قسم الإعلام مواكباً لهذه السرعة التي حدثت في العملية الاتصالية فهو يعتبر أول قسم من أقسام الإعلام في الجامعات السعودية الذي واكب هذه السرعة بتغيير الخطة كاملة كي تتواكب مع المرحلة المقبلة.

في يوم الأحد 14 ذو القعدة من عام 1433هـ تحول مسمى كلية الدعوة والإعلام إلى مسماها الجديد كلية الإعلام والاتصال لتصبح أول كلية متخصصة في المملكة لتدريس مجال الإعلام بكل تخصصاته، ولم تكتفي الكلية بتغيير مسماها فقط بل استحدثت أقسام جديدة تواكب التطور الكبير الذي يعيشه المجال بإنشائها قسم للجرافيكس والوسائط المتعددة إضافةً إلى إنشائها قسم للإعلام المتخصص داخل الكلية.

هذا الاهتمام والحرص من الكلية تجاه طلابها لم يقف عند هذا الحد فهي في كل عام تفتح أبواب القبول لبرامج الماجستير والدكتوراه في جميع التخصصات الإعلامية لكي يتمكنوا من مواصلة تحصيلهم العلمي بأفضل صورة.

جهود كلية الاعلام والاتصال ممثلة في عميدها ووكلائها ووصولاً لهيئة أعضاء تدريسها لم يقفوا عند هذا الحد فقبل شهرٍ من الآن أعلنت الكلية عن فتح باب التسجيل لبرامج الدبلوم العالي في الاعلام المتخصص والذي يشمل الرياضي والسياسي والصحي والتربوي وتتم الدراسة فيه لمدة فصلين دراسيين فقط، لتكون أول كلية في المملكة تطرح مثل هذه البرامج لطلابها.

ختاماً:

ما وصلت له اليوم كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام أمر مشرف ورائع يفتخر فيه كل منتمي لهذا المجال.