الحمدلله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : اطلب المولى سبحانه بأن يتقبل من الأمة الإسلامية صيام رمضان وصالح الأعمال وأن يغفر لهم الزلل والآثام ويحفظ مقدساتهم ويجمع شملهم بحكامهم وينصرهم على من عاداهم

سيحسم وضع خلاف دخول هلال رمضان ،وعيد الفطر،
مستقبلاً بمشيئة الله ، ساعة مكة الفلكية التي أمر بها ولي العهد حفظه ، حينما تكون هي المرجع للمسلمين في إدخال وقت عباداتهم ، كما تكون مكة هي قبلتهم ، فتموت كل بلبلة ويظهر الحق جلياً واضحاً ،
وهذه بشرى سارة للمسلمين .
وبالمناسبة لأن الدول العربية اختلفت بإدخال يوم العيد
والخلاف وارد بين الناس وهي حقيقة لا تنكر
قال تعالى :{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (*) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ}
ونهاية مطاف خلاف الأسوياء هو طريق للاتفاق بمشيئة الله وألفة ومحبة ، إذا لم يكن هناك انتصاراً للنفس واتباعاً للهوى .

منهم من بدأ يوم الثلاثاء ومنهم كان عيده الأربعاء ، مع أنه يشملنا مسمى قطر واحد ،
والحق هو أن نعيد جمعياً بيوم واحد ، ولكن هذا هو الذي حصل وما فات لا يرجع ولكنه يكون تصحيحاً للمستقبل .
وللوصول إلى حل يمنع مثل ذلك الخلاف ،ويوحد الأمة في معرفة وقت دخول عباداتهم : كشهر رمضان، وعيد الفطر ، ويوم عرفة وعاشوراء ،

حينما يحصل الاقتران بمدة كافية ليهل هلالاً جديداً ، بعد مغيب الشمس فلا بد من مكثه في السماء مدة 29 دقيقة لرؤيته بالعين المجردة ولاتقل عن 20 دقيقة ، بالتلسكوب والمناظير ،كحد أدنى وإلا لا يكون هلالاً شرعياً ، تصوم عليه الأمة الإسلامية أو تفطر ،

فقد يكون بريق الشمس على إحدى حافتي جرم القمر وهو غائب أو ضوء الغسق شديد الضوء واللمعان ،
أو إنه مر الهلال بالفعل ولم يمكث المدة الكافية،
فإذا لم يمكث لا يحتسب هلالاً شرعياً ، بل يحتسب هلالاً مدنياً فلكياً ،
ويكون مكملاً للشهر الشرعي ولو خالف الحساب الفلكي،
لأن أصل الصيام والإفطار هو رؤية الهلال ، أو إكمال عدة شهري شعبان ورمضان حينما لم نر الهلال أو يغم علينا ،
والرؤية لا تتحق إلا بمكث الهلال المدة الكافية، لا
بمروره فقط ،
ويخالف ذلك أهل الحساب الفلكي ،
الذين لايشترطون رؤية الهلال ، بل يكفيهم حينما يحصل الاقتران أن يغيب بعد غياب الشمس ولو بدقيقة واحدة،

دون اشتراط الرؤية الكافية له، لإثباته شرعاً ، بل يطاردونه ويستبقون لرؤيته، فهذا لا يثبته ، شرعاً ولو رؤي على عجالة من الأمر ،

فليتقوا الله لأن ذلك يخالف أصل رؤية الهلال الشرعية ، ويسبب الفرقة بين المسلمين في صيامهم وعيدهم ،

فلا بد من تطبيق شروط الرؤية الصحيحة لكي تثبت صحة رؤية، الهلال أو إكمال العدة ليثبت دخول الشهر ، ويحسم الوضع شرعاً ، وتمنع الخلافات،

وما عدا ذلك يكون تعجلاً للرؤية ، وليس صواباً وسيوقع الأمة في حرج وخلاف وفرقة ، نعوذ بالله من ذلك .

وبمشيئة الله سيحسم الوضع ساعة مكة الفلكية ، التي تتوزع مراصدها الفلكية في جميع دول البلاد الإسلامية وعددها أربعة عشر مرصداً.