بات الغِناء وسيلة الترفية الوحيدة التي حتى الآن تبحث عمن يأخذ بيدها لأُفقِ أخرى ، الغِناء ليس ترفيهاً بل أكثر من ذلك فهو غذاء للروح ومُحفز للجمال الذي لا ينتهي ، قبل فترةِ ليست بالبعيدة أقامت هيئة التخصصات الصحية السعودية حفلة غنائية ترفيهية لمنسوبيها ولمن ساقه القدر لأن يكون بين جنبات مبانيها في ذلك اليوم حفلة صحية مختلفة وكأن الهيئة آتت بما لم يأتي به الأوائل فدخلت على خط الترفيه كغيرها من المؤسسات الحكومية فالترفيه هذه الأيام  موضه ومن لا يتبعها (الموضة)  فلا يملك من الوعي والإحساس أيُ ذره ، حفلة هيئة التخصصات الصحية لن تحل مصائب المنشآت الصحية الوطنية ولن تقضي على التكدس وتأخر المواعيد ولن تُسهم في تدريب الكوادر الوطنية المُحارب من أجنبي شهادته مُزورة ، لو كانت هيئة التخصصات الصحية مؤمنة بالتطوير والتقدم والإبداع لما جلبت مطرب وموسيقي مجهولا التاريخ بل لجلبت مطرب عليه الكلام ممن يعتزل شتاءً ويتراجع صيفاً والفائدة من ذلك توفير المال فالمطرب المتراجع المترنح بين فينةِ وأخرى سعره بسيط ومقدور عليه كما يُقال ، لو كانت هيئة التخصصات الصحية تحتفل بخلو سجلاتها من ممارسين صحيين مزيفين ووجود كوادر وطنية مؤهلة لا ينافسها أحد على وجه الأرض لقُلنا لها أنتي عروس ومن حقك الفرح بما حققتيه لكنها ذهبت مباشرة إلى الغناء لتُغطي ففضائح لا تنتهي ، فكم من نفسِ زكيه أُزهقت بسبب خطأ طبي ارتكبه ممارس صحي شهادته مزورة وكم من ممارس صحي اكتشف المجتمع أنه لا ينتمي للحقل الطبي والصحي بأي صلة فشهادته مزورة دلف بسببها إلى داخل منشآت الوطن الصحية وجنى المال وذهب إلى غير رجعة بعدما فاضت الأرواح وفُقدت الأعضاء .
الرقيب لن تخدعه الحفلة الصاخبة ذات الأصوات المُزعجة فصوت الضمير أقوى من صوت آلةِ موسيقية وجدت نفسها بالمكان والزمان الخطأ ، فحفلة هيئة التخصصات ليست سوى تمضية وقتِ على صوت الموسيقى وصرف مالِ لم يجد بند يستحقه هكذا قال عقل من يُديرها ويمتلك زمام الأمور فيها ولنكن منصفين من حق الممارسين الصحيين ذكوراً وإناثاً الرقص والغناء لكن ليس بداخل منشأةِ وُجدت لتصحيح أخطاء وتفادي أُخرى فالعقل المُدبر ليس صحياً وإلا لما ترنم بالموسيقى وبيده شهادة مزورة ؟