رد عضو مجلس الشورى سابقاً وأستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى الدكتور الشريف حاتم العوني، على من يحرم المزامير في الأعراس لافتًا إلى أنها كانت تستخدم في عهد النبي.

وقال إن الغناء الذي كان يُغنى به في الأعراس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت بأنه غناءٌ بالمزامير والطبول، وليس بالدفوف فقط.

وأوضح في تغريدة له اليوم عبر ” تويتر ” : ثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم في أعراسهم كانوا يستعملون المزامير والكَبَر، والكبر –بفتح الكاف والباء– هو الطبل، وجمعه: كِبار، على وزن: جمل وجمال. قال ابن الأثير: ” الكبر بفتحتين: الطبل ذو الرأسين. وقيل: الطبل الذي له وجه واحد ” .

وتابع : كلاهما (الطبل والمزمار) عند المحرمين المعاصرين من آلات المعازف المحرمة؛ حيث إنهم يحرمون الطبول كلها؛ إلا الدُّفَّ خاصة. وأما المزامير فلا يكادون يختلفون في حرمتها ” .

واستكمل ” العوني ” مستشهداً بالحديث: ” قال ابن جرير الطبري: ” حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير، ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائماً على المنبر، وينفضون إليها، فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها} [الجمعة: 11]. تفسير الطبري –تحقيق: د/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي –(22/ 648)، وقال أبوعوانة في مستخرجه على صحيح مسلم: “حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، أخبرنا سليمان بن بلال، حدثني جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب قائماً، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائماً، يخطب خطبتين، فكان الجواري إذا أنكحوا يمرون يضربون بالكبر والمزامير، فيشتد الناس ويدعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً، فعاتبهم الله فقال: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً…} الآية. مستخرج أبي عوانة –طبعة الجامعة الإسلامية –(7/ 223رقم 2753).

واختتم الدكتور ” العوني ” في هذا الصدد: فلا أدري كيف تغافل المحرمون عن هذا الحديث الصحيح، الذي يدل على أن غناء الأعراس لم يكن يقتصر على الدفوف، وأنه كانت تُستعمل فيها المزامير والطبول من آلات المعازف؟ ولا أدري بماذا سوف يجيب المعاصرون من أصحاب التشنيع والإنكار على المبيحين؟! مجيباً: أقول لكم ماذا سوف يقولون؟ سيحاولون تضعيف الحديث، بلا سلف ولا حجة، سيحاولون ادّعاء النسخ، بلا حجة ولا برهان، سيحاولون تأويل المزامير بالصوت الحسن والكبر بالدف، وهو تأويل باطل، ما سبقهم إليه أحد، ويخالف ظاهر النص وفهم الطبري وغيره.