تختلف الإشعاعات المحيطة بنا و المنبثقة من الآخرين نحونا، فالطاقة المنبعثة من الكون لها وسط خاص بها أيا كان مجالها. وللطاقات المنبعثة من الآخرين مدارك و مجالات مختلفة.
تتنوع الإشعاعات المشاعرية حولنا بناء على الطاقات و الموجات الكهرومغناطيسية النافذة لقلوبنا و أرواحنا مثل الهدايا الملامسة لشغاف القلوب، خاصة تلك المشاعر المهداة لك أنت فقط لشخصك الكريم ليس من ورائها سبب بل تتجلى في كرم العاطفة و العطاء و الاحتواء لا يطلب من ورائها أي مقابل.
فقد قال شاعر العرب المخضرم حسان بن ثابت :

إِنَّ الهَدايا تِجاراتُ اللِثامِ وَما

يَبغي الكِرامُ لِما يُهدونَ مِن ثَمَنِ

فنجد أننا محاطون بأجمل الهدايا الظاهرة و الخفية.. كوجود شخص يدعمك بكل حب.. من دون شروط او حدود.. يحبك لذاتك ولروحك.. يراك وقود سعادته وفأله الحسن.. يمدك بالطاقة التي تطلق روحك نحو السماء؛ لتبحث عنه في جميع الاوقات بين الأوجه والاشياء.
يشعرك بعضهم أنك هدية أنزلها الله لهم من السماء ليصعدوا بروحك نحو الشهب فتسبح في الفضاء بابتهاج.
أو بعضهم يحلقون بك بين السحب كسرب حمام متنقل من بلاد حب لبلاد حب أخرى لا تكل ولا تمل. أما الآخرون فيرسمون لك أحسن الصور ما يشعرك كانك بجع أبيض أنيق يقف بلطف وكبرياء مخلوق على الماء.
والبعض الآخر تجد هداياهم المشاعرية لك مترابطة كعناقيد الخبازى المتألقة بأزهارها الملونة الجميلة فهم باعث السعادة والجمال للروح و الحياة.
فالمشاعر نعمة من الله وهي وقود الروح للإنسان وهي طاقات مختلفة كإشعاعات منبثقة من النفوس منها مايسعد النفس ومنها مايؤذيها.
فكون الإنسان يفكر بعقله و حريصا في اختيار مشاعر إيجابية ذو طاقة باعثة على العلو والسمو تعني أنه حصل على أجمل الهدايا بعد رضا الرحمن. فأجمل مايجمع من الهدايا للمرء رأي سديد و صاحب حكيم و مشاعر جياشة في محلها ترتقي بأصحابها نحو العلا، وفي هذا قال الشاعر أبي الطيب المتنبي:
لرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلَّ مكانِ
وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ
بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ