باتت أغلب السيارات الحديثة مزودة بتقنيات الـGPS وتحديد المواقع الجغرافي الملاحية المختلفة، بشكل قياسي مع مثل هذه الأنظمة بجانب توفرها عبر التطبيقات المختلفة على هواتفنا الذكية،  بغرض المساعدة في توصيلنا إلى وجهتنا بشكل سهل ودقيق دون الحاجة لأن نتذكر الطرق التي يجب أن نسلكها، ما قد يساهم في ضلال الطريق أحياناً، ولكن الاعتماد الكلي على مثل هذه التقنيات قادر على تقليل كفاءة قدرات الذاكرة المكانية في عقولنا.

وقال الباحثين إن المستخدمين الذين يعتمدون بشكل كلي على تطبيقات الخرائط والملاحة المختلفة في تحديد الاتجاهات و الوصول إلى وجهتهم يشهدون نشاط أقل المنطقة المسؤولة عن معرفة الطرق والاتجاهات في المخ، حيث أن هذه المنطقة في المخ لا تعمل إلا حينما يتم التفكير في كيفية الوصول إلى مكان محدد، دون الاعتماد على الـGPS.

ويساعد النشاط في تلك المنطقة من المخ بتحسين الذاكرة والقدرة على استرجاع ذكريات الماضي بل وتخيل أنفسنا في المستقبل بجانب مقاومة أمراض مختلفة مثل الزهايمر، ما يعني أن تقليل اعتمادنا على أنفسنا في الوصول لوجهتنا، يجعل  المخ أقل نشاطاً مما يزيد من احتمالية نسيان الوجهات والأماكن التي نعرفها عن ظهر قلب، ولهذا يجب كل فترة التخلي عن أنظمة الملاحة ومحاولة الوصول للأماكن التي نعرفها دون أي مساعدة خارجية لتحسين نشاط المخ وتفادي إصابته بالكسل.