إن المتأمل بالحياة يحتار في وصف شعوره إتجاه هذه الدنيا ومافيها، تخطر في باله ذكرى حسنه فيصفها بالحلوة الجميلة وماهي إلا ثواني معدوده وتراه يشتمها ويبدي لك مساوئها.
حياتنا مراحل متعدده لكل مرحلة ظروفها الخاصة التي من خلالها تواجه الحياة وتواجهك بقدر تحملك وتزيد قليلاً لكي تتعلم وهذه حكمة من الله، فلن تعيش ظروف الأطفال ولا ظروف الشباب ولاظروف الشيب وكبر السن، ستعيش ظروف مرحلتك التي أنت عليها وإن حصل وعشت شيء أكبر من عمرك فسلم ثم سلم إرادة الله لك هي خير فكن واثقاً واعيا بهذا.
فهذه الظروف التي هي بالواقع أكبر من عمرك ستجهزك بشكل مبكر وبشكل ممتاز للمرحلة القادمة فتصبح خبيراً عاقلاً ذو بصيرة وعقل أكبر، فالحرارة التي يحتاجها النقش على الذهب ليست كمثل الحرارة التي يصقل ويشكل عليها.
متطلبات حياتك بحكمة ربانية تحتاج إلى أن تعيش في ظروف أكبر من عمرك ولأنك لها وقوي ستنجح إن لم تخالف فطرتك وتخضع للشيطان، فالإنسان بالفطرة مقاوم فمن كان يمشي ثم سقط سينهض من جديد ومن فشل سيحاول مرة أخرى ومن غرق سيحاول أن ينجو لن يحدث العكس مطلقاً هل رأيت غارق بالبحر لا يحاول النجاه؟!
لا تبالغ في وصف المحاسن ومواطن الجمال لكي لا تتألم كثيراً عند حدوث العكس، اعطي الحزن وقته وتلذذ به كما تتلذذ بالقهوة المره التي أعتدت على أن تكيف مزاجك بها.
تألمت وتعلمت ونجحت ولا تقارن نفسك بالآخرين هم آخرين مختلفين عنك تماماً لهم ظروفهم وحياتهم الخاصة مايصلح لهم لا يصلح لك، كن أنت أنت ببساطه دون تكلف ولا تصنع، ولاتخجل من حزنك وإن ظهر على وجهك وفي عينيك وتذكر مراره القهوة وكيف اعتاد لسانك على حلاوتها رغم العكس واجعل عقلك يعتاد على الحزن وأما السعادة فخذها بكل مافيها وتلذذ بها فهي حلوة حلوة وأحذر أن تقتلها بذكريات الحزن الذي مضى فتكون قد ظلمت سعادتك الحاضره فالحزن أتاك بقضاء الله وقدره والسعادة اتتك بقضاء الله وقدره كلن له وقته لا تبدل ولا تعكس كن راضياً.