جملة تتردد على مسامعنا كثيراً ، ومن منا لم يسمعها في مواقف كثيرة أو حتى قرأها في مكانٍ ما و مرت عليه ..
ولكن في المواقف الفعليه هل نحن ممن يحسن للغير حتى وإن لم نلقَ منهم إحساناً ؟
أم هل نحن ممن يحسن للآخرين حتى بالرغم من أذيتهم لنا ؟
البعض يحمل قناعة غريبة أتعجب منها كثيراً وهي التي سببت الكثير من الشحناء بيننا كمسلمين ، تلك القناعة بأن من يهديني أهديه ، من يكرمني أكرمه ، من يزوروني أزوره ..
ومن ومن ومن !!
كنت في حديث مع إحدى الزميلات في هذا الموضوع وعن مدى تفشيه في مجتمعنا وأنها مع الأسف الشديد أصبحت ثقافة مجتمع !!
تقول وصل الحال إلى أن إحدى الأخوات رفضت زيارة مريضة ما لأنها لم تزرها حين قامت بعملية الزائده ؟
في الحقيقة تأسفت على حالها فهل غاب عنها حديث الرسول في فضل زيارة المريض حين قال عليه الصلاة و السلام : « من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً » رواه الترمذي
ياللحسرة ! أن يفوتها أجرٌ عظيم ووعد بالجنة بسبب ماذا ؟ حقد دفين و إساءة تُرد !!
ماذا نستفيد حين نرد الإساءة ؟ نشوة النصر ؟
في كلتا الحالتين سواءً رددناها أم لا سنبقى منشغلين في هذا الشخص وكأنه محور حياتنا .. إذاً ضاعت أوقاتنا في مخلوق بشري لا مع رد الإساءة استرحنا ولا مع همنا استرحنا منه !!

تتعدد الأفعال و الأسباب كثيراً وكأننا في منافسة من يردها على الآخر أولاً ! ونسينا قوله تعالى في سورة فصلت : ( إدفع بالتي هي أحسن )
البعض لم يدفع بالتي هي أحسن بل على النقيض تماماً يتسابق في دفع الأسوأ !! وحتى وصل الحال به إلى الإستشارة في رد الكيد ودخول دورات في كيفية الرد على الإساءة ..
كل ذلك لماذا وكيف وصل الحال بمجتمعنا المسلم أن يتعامل مع أخيه بهذه الطريقة ؟
حين نعمل من أجل البشر ومدائحهم وحين نبتعد عن سنة الرسول وكلام ربنا ستنحرف كثير من سلوكياتنا عن الجادة و طريق الصواب ، وهذا ما سيظهر لنا إساءات يتسابق الناس إليها و خطط للإطاحة بالآخرين بل وحتى المحسن سنسيء إليه ..
فهل لنا من عودة نسترجع بها سلوكياتنا الصائبة ؟
هل لنا أن نعمل تصفية لقلوبنا ؟
نمحو السيئات و نحسن للآخرين لوجه الله ؟
و نتذكر دائماً ونستشعر بأن إحساننا للغير قد يكون الأخير !! فلنصنع مع الآخرين بشرى وحسنة تمثل أخلاق المسلم ..
دمتم بإحسان وود يجمعكم بمن حولكم ..