تعتبر البوسنة والهرسك إحدى دولتين إسلاميتين في القارة العجوز إلى جانب ألبانيا، كما أنها من الدول الإسلامية القليلة التي ما زالت تُحافظ على إطلاق مدفع رمضان عند آذان المغرب.

ولأن معظم البوسنيين لا يعرفون قراءة اللغة العربية، فهناك عادة تسمى ” موكابلة ” وهي تلاوة القرآن بين صلاتي الظهر والعصر من قبل أفضل القراء، وتقوم بعض المساجد ببرمجتها قبل صلاة الفجر، حيث يتم تمكينهم من الاستماع إلى القرآن.

وبخلاف أداء الصلوات واجتماع العائلات لتناول وجبة الإفطار، هناك أمور مختلة يقوم بها البوسنيون في شهر رمضان المبارك، إذ تستخدم السلطات مدفع رمضان للإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان، ويستخدم كذلك يوميا عند آذان المغرب، وفي المناطق الريفية يستعمل المؤذن البندقية فيطلق بارودها من على المئذنة في كل يوم قبل أن يرفع الأذان.

أما العاصمة سراييفو، فيتم تنظيم مهرجان رمضان لتقديم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية مثل الإفطار الجماعي وعروض المتاحف والدروس في المساجد، ويتم افتتاح المهرجان في أول أيام رمضان بالقلعة الصفراء وتستمر النشاطات في مختلف المباني الأثرية بالمدينة.

ولا تقتصر تنظيم موائد للإفطار فى رمضان على فقراء المسلمين، بل تتخطاها لتشمل جميع فقراء و المعوزين من جميع الديانات كالمسيحية، وتكثر الهبات والصدقات والمنح التي تحول المحتاجين في هذا الشهر إلى أغنياء على مائدة غنية بكل ما لذ وطاب.

ويقوم الشعب البوسني بطهي وتحضير مأكولات شعبية لا تطهى الا في شهر رمضان المبارك، مثل أكلة (التوبا) وهي عبارة عن خليط من البيض واللبن والجبن، وكذلك أنواعًا من الخبر لا تطهى إلى في رمضان.

وفتحت البوسنة والهرسك سنة 791 هـ وكان لموقعها دور هاما في تنفيذ الفتوحات الإسلامية للجيوش العثمانية التي عبرت منها كقاعده وصولا لبلغراد وحتى أسوار فيينا.