كشف بدر العامر الباحث في الجماعات والاتجاهات الفكرية، كواليس فتنة جهيمان لدخول الحرم المكي قبل 40 عامًا، وذلك بعدما أعاد مسلسل العاصوف 2 ذكريات هذا الحادث في الأذهان من جديد.

وروى ” العامر ” على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” ، ذكريات الفتنة التي نشرها جهيمان قائد الهجوم على الحرم المكي بين الناس، مؤكدًا أن والده رحمه الله كان من المستهدفين للدخول في هذه الفتنة لكن وعيه منعه من ذلك.

وأوضح أن والده كان جالسًا مع الشيخ ابن باز رحمه الله في أحد الأيام، ليدخل عليهم شيخ يماني ” ضمن جماعة جهيمان الذين انخدعوا بالفتنة ” ، فقال له ” يا شيخ عبدالعزيز فلان جاء من مصر وفلان جاء من اليمن وفلان جاء من الشام كلهم رأوا أن محمد بن عبدالله هو المهدي “.

وأضاف أن الشيخ ابن باز رده جاء قاضيًا وناهيًا ببصيرة العالم الذي يدرك الفتنة قبل وقوعها، قائلًا ” هذا كذب هذا كذب هذا من الشيطان ” ، وعندما خرج والده سأله الشيخ اليماني لماذا لم يزكي لـ ” محمد بن عبدالله ” في حين أنه درس معه في الشريعة، ليقول والده ” الشيخ ابن باز لم يسألني وأنا لا أتكلم في مجلس الشيخ حتى يسألني، ولو سألني لقلت له أن الرجل ليس أهلًا ليكون مهديًا، وانتم على درب فتنة فاتقوا الله “.

وأشار إلى أن فكرة ” الرؤى ” التي أغرت محمد بن عبدالله بالتصديق أنه هو المهدي، واستغلها جهيمان لتنفيذ الخطة لم يوقف عندها كثيرًا، قائلً ” أغلب ظني أنها فكرة مصنوعة وخطة محكمة من جهة ماء لإغراء البسطاء بالتصديق بفكرة المهدوية ولذلك جاء الرائون بزمن واحد من مناطق مختلفة “.

وأكد أن والده كان يحتضن هذه الجماعات ولكن عندما رأى منهم نزعة الغلو والشدة بدأ في مناظرتهم حتى فاصلوه وعادوه بشكل كبير، لافتًا إلى أن والده تبرأ منهم ومن افكارهم في رسالة كتبها للشيخ بن حميدر وأنه لا يبيح لهم دمًا ولا مالًا ولا عرضًا.

ولفت إلى أن معظم المنتسبين لهذه الجماعة يجتمع فيهم الجهل مع الشدة الكبيرة في الغلو في الدين، حتى أنهم كانوا يتفاصلون ويتهاوشون على مسائل هي من الخلافيات أو السنن ويعتبرون امتداد طبيعي لعلاة إخوان من طاع الله وأفكارهم وإن تسموا بـ ” السلفية المحتسبة “.

وعن ليلة الاقتحام، أشار إلى أن جهيمان وجماعته حين دخلوا الحرم كانوا يحرصون على الإمساك بإمام الحرم الشيخ ابن سبيل، لكنه كان حكيمًا فخلع البشت والشماع وانسل مع الناس الذين خرجوا من الأبواب قبل إغلاقها خلافًا لرواية مسلسل العاصوف التي تؤكد الإمساك به.

وأكد أن المنخرطون مع جيهمان في هذا الحادث قوم متدينون مع جهل وبساطة في التفكير، ولم يكن عندهم شك بأن هناك جيش سيأتي لقتالهم في الحرم ثم يخسف به ثم يقوم زمن خليفة الله المهدي ولكن العجيب هو استمرار جهيمان ومن معه في الفتنة حتى حين قُتل المهدي المزعوم مما يدل على الطموح السياسي لهم.

كما لفت إلى أن ” محمد بن عبدالله ” المهدي المزعوم لم يكن مقتنعًا بفكرة المهدوية من الأساس وفقًا لروايات مقربين منه، مؤكدين أنه لم يكن راضيًا عن فكرة المهدوية وكان يهرب من الأمر، فلما تواتر عليه الناس بالرؤى ومارس عليه الذين حوله الضغوط خضع للأمر واقتنع به.

وتناول مسلسل العاصوف 2 قصة اقتحام الحرم المكي قبل 40 عامًا من قبل جهيمان ومحمد بن عبدالله ” المهدي المزعوم ” ، وبرفقته 400 آخرين من مناصريه التابعين للجماعية السلفية المزعومة، وبعد حصار دام 16 يومًا تمكنت قوات الأمن من القبض عليهم وإعدامهم حدًا بالسيف.

اقرأ أيضًا:

اقتحم الحرم المكي ورهن المعتمرين.. من هو جهيمان العتيبي؟

معركة دامية في المسجد الحرام.. وجهيمان العتيبي يستبيح دم المعتمرين (فيديو)