تعتبر الكلمة الطيبة حيَّةٌ نابضة، لا تموت ولا تذوي، لأن بذورها تنبت في النفوس المؤمنة الثابتة على الإيمان، المتجددة بتجدد الأجيال، التي تعرف حقيقة وجودها ومعالم طريقها؛ لذلك فيجب أن تعود لسانك على التعبير عن الحب والاعتذار إذا لزم الأمر.

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى لأمته فظًا غليظًا، بل كان سهلًا سمحًا، لينًا، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، علَّمنا أدب التخاطب وعفة اللسان.

وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن ” الكلمة الطيبة صدقة ” كما قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه، وأنها تحجب المؤمن من النار؛ ففي حديث عمر بن حاتم رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ” اتّقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ” (رواه أحمد في مسنده).

وفي السياق نفسه، تعد الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ” (متفق عليه).

وتتحق بالكلمة الطيبة المغفرة لقوله صلى الله عليه وسلم: ” إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام ” (رواه الطبراني)، بل إن الكلمة الطيبة سبب في دخول الجنة؛ فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لمن ألان الكلام ” الحديث (رواه أحمد في مسنده).