يعدّ الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، المملكة العربية السعودية ” شريكاً استراتيجياً، رفع سمعة دين الإسلام دين رحمة للعالمين ” ، ويتطلع إلى تطوير العلاقة بين إندونيسيا والمملكة بشكل أكبر، وخاصة في الاستثمار والثقافة والتنمية والسياحة.

ويرى وفقاً لما عرضته مجلة ” الرجل ” ، وقد تصدر غلافها، العلاقة مع السعودية ” شيئاً مهماً للغاية، إندونيسيا كونها أكبر دولة يسكنها المسلمون في العالم، تتطلع لأن تتطور العلاقة بين الدولتين، لتصبح أكثر متانة في المستقبل ” .

وتعبيراً عن خصوصية العلاقة التي تربطه بالمملكة السعودية وقادتها، التقط بهاتفه الجوال -خلال زيارته الأخيرة للرياض قبل نحو شهر- سيلفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونشره على حسابه في صفحات التواصل الاجتماعي، وحصد عشرات الملايين من المشاهدات خلال ساعات.

ويعدّ ويدودو، أول رئيس ينتخب بالاقتراع المباشر في بلادة إندونيسيا، وقد فاز مؤخراً في دورة ثانية مدتها خمس سنوات، هذا رغم أنه لم يفكر يوماً في أن يصل إلى سدة الحكم؛ يقول ” ما كنت أحلم أن اكون حاكم ولاية، أو أن أكون محافظاً لجاكرتا، فضلاً عن أن أكون رئيساً للجمهورية، لأنني منتمٍ إلى الشعب العادي المتواضع ” .

يؤمن الرئيس الإندونيسي، بنظام حكمة الديمقراطي فيقول ” إندونيسيا أصبحت الآن، دولة أكثر ديمقراطية، وأصبح الشعب الإندونيسي أكثر وعياً وتعقلاً في السياسة ” .

ويمتدح الرئيس ويدودو التعايش بين ستة أديان، والكثير من العرقيات في بلاده، ويقول ” إندونيسيا تسكنها ستة أديان، ويعيش فيها أكثر من 710 قبائل محلية، ولديها أكثر من 1100 لغة محلية، وهذا التنوع، الذي يمارسه الشعب، ويعيش جنباً إلى جنب سلمياً في إندونيسيا، الذي تربطه (بانتشاسيلا) أو المبادئ الخمسة، وهذه هي القاعدة التي هي أساس للتعايش بسلام وأمان ووحدة بين الأديان وبين القبائل المختلفة في إندونيسيا ” .

وعلى المستوى الاقتصادي يتعهد الرئيس ويدودو، بزيادة الأموال التي تحولها الحكومة إلى البرنامج الذي يحمل اسم ” صناديق القرى ” ، فى رابع أكثر بلدان العالم سكاناً إلى نحو 30 مليار دولار فى الأعوام الخمسة المقبلة.

ويصرح ويدودو لآلاف من أنصاره فى قاعة مؤتمرات فى سنتول جنوبى جاكرتا ” يعيش نصف سكان إندونيسيا فى قرى، ومستوى الفقر فيها أعلى من المدن ” .

واعداً أبناء شعبه من الفقراء ” بتحسين استغلال (الصناديق) سيجرى توزيع الثروة على نحو أكثر عدلاً فى القرى النائية ” .

وبخصوص الإرهاب والتطرف يقول ” نحن لا نخاف، نحن لا نخاف الإرهاب ” .

وحين حصل تفجير أرهابي في العاصمة جاكرتا كان أول الواصلين إلى موقع التفجير، قائلاً ” قلت إننا لا نخاف، فإذا كانت الدولة تخاف والشعب يخاف فهذا فشل ذريع، لأن غاية الإرهاب هي التخويف ” .

وبالنسبة للتعامل مع المتورطين في أعمال إرهابية، يرى ويدودو أن هناك ” طريقتين لمواجهتهم؛ طريقة قانونية وأخرى ثقافية ودينية لحل هذه المشكلة ” .

وأشار الرئيس إلى أن إندونيسيا تعتز بوجود منظمتين إسلاميتين معتدلتين في البلاد، ” هما نهضة العلماء والمحمدية، وهما متعاونتان مع الحكومة في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب والتشدد ” .

ويشنّ الرئيس ويدودو حملة لا هوادة فيها على تجار المخدرات، ويحثّ الشرطة ليكونوا ” صارمين، خاصة مع تجار المخدرات الأجانب الذين يدخلون البلاد ويقاومون الاعتقال، أطلقوا النار عليهم لأننا بالفعل نواجه وضعا طارئا فيما يتعلق بالمخدرات ” .

لاقت تصريحاته انتقادات من جهات دولية، وسبق أن تعرض ويدودو للنقد بسبب أمره بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين بتهريب المخدرات.
توجه آخر يُنتقد الرئيس ويدودو عليه، ويتعلق بالإخصاء الكيماوي لمن يتورطون في اعتداء جنسي على الأطفال، فهو يرى أنه ” الحل الوحيد والأمثل، لإنهاء جرائم الاعتداء الجنسي الذي انتشر في الفترة الأخيرة، بمعدل كبير على الأطفال ” .

ويوضح ” عندما يتعلق الأمر بالجرائم الجنسية، فلا مجال للتنازل؛ نحن أقوياء وعلينا أن نكون صارمين، سوف نصدر العقوبة القصوى للجرائم الجنسية، وهذا أمر لن نتنازل عنه ” .

يؤكد الرئيس ويدودو أن إندونيسيا في سلام وأمان، ويلفت إلى ضرورة الترويج لجمال مناظر بلاده، ويرى أن دور الاعلام في هذا المجال ” مهم جداً ” ، معبراً عن أمله بأن ” يزداد عدد السياح العرب، وخاصة من المملكة العربية السعودية في السنوات المقبلة ” .

وعلى المستوى الشخصي، كشفت مجلة ” الرجل ” ، بأن الرئيس ويدودو يحب الموسيقا الصاخبة، وركوب الدراجات النارية، ومتخصّص في علم الحراجة الخاص بالغابات، وهو متزوج ولديه ثلاثة من الأبناء، اصطحبهم معه لأداء مناسك العمرة، في مطلع نيسان الفائت إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، وحلق لهم شعور رؤوسهم بيده، إنه الرئيس السابع لاندونيسيا جاكو ويدودو، اختارته مجلة ” الرجل ” ، ليتصدر صفحاتها ولتضيء على أبرز محطات حياته الشخصية والعامة.