أندلاع الثورة الخمينية المجوسية الصفوية من فجر شباط عام 1979م، التي عصفت بإمبراطورية الشاه محمد رضا بهلوي، أمتطيت الدين والفكر الإسلامي ( العقائدية ) لراديكالي !! لتنفيذ أهدافها الطائفية !!.
وكانت هذه الثورة بكل آلامها ومآسيها وأسرارها ومؤامراتها، ومفاجأة كُبرى على مسرح الأحداث الدولية والإقليميّة من حيث سرعة وعمق التغيير الذي احدثته ولاسيما على الصعيد الداخلي والذي تمثل في زلزلة الأمة الايرانية، اضافة الى الدور الذي لعبه الملالي بإسم الدين في إستخدام التقية! للثورة والذي كان مغايراً للأهداف الأصلية المعلنة لها. وفي كل مكان تمثل الازمات الاقتصادية ، المصاحبة للهزائم العسكرية أو التمرّد العسكري أو غضب الشارع من طلبة وعمال وفلاحين مستضعفين.
وكان منعطف تاريخي كبير. وشهدت المرحله الأولى من الثورة الإيرانية (1977م _1979م) تحالفات بين الجماعات الدينيه والسياسية والبعض من أبناء الشعوب غير الفارسية ضمن ما تسمّى بخارطة إيران السياسيّة! بالإضافة لجنرالات الجيش والقوى الليبرالية واليسارية حيث ساعدت في إسقاط الشاه وقيام دولة ديمقراطية مدنية متقدمة، وبعد ذلك فاجأت هذه الثورة الخبيثة الجميع بسيناريو المرحله الثانية التي يطلق عليها الثورة الخمينية المجوسية والتي تمكن فيها الحرس الثوري وكهنتهم بدعم من شركائهم المغفلين في الثورة وتوحدهم بالسلطة من بعد الإنتصار بسحق كل شركائهم أو تصفيتهم ممن لم يكن مجوسياً فارسياً!
هذا وباسم الدين تم إعدام وطرد كل أبناء الشعوب غير الفارسية والقوميات والأقليات، ماعدا القومية ( اليهودية..؟ ) التي مازالت تؤدّي شعائرها الدينية بكل أريحية، وتم بعد ذلك تشكيل الحرس الثوري ورفع رايات الطائفية ياثارات الحسين !! وخطاباتهم بالفتنة الطائفية وهدم جميع مساجد السنه وتصفية كل علمائهم وطرد العلماء الشيعة العرب من الحوزات العلمية بالنجف وكربلاء بعد سقوط بغداد(العربية )من قبل أمريكا !! بما في ذلك الفرس!! واستبدالهم بعملائهم !! من القومية الصفوية من أمثال محمد الحكيم (حكيم. ؟ ، أسماعيل صفوي) (وآية الله علي السيستاني.؟)وشعل الفتنة الطائفية المذهبية بين العراقين والذبح السنة على الهوية وتهجير أبناء العرب أو قتلهم وستبداللهم بأخرين من الفُرس والهنود.
وفي أيران طرد الآزربايجانيين الأتراك، والعرب والأكراد، والبلوش، والتركمان، وتهجير الكثير منهم ، وسحق حلفائهم المطالبين بالديمقراطية والليبرالية وكبار الضباط بتهمة الفساد تارة ومحاربة بسم الله تارة أخرى!
وفي بداية اختطافهم السلطة، تم استغلّ الملالي الدين كوسيلة لمآربهم واستيلائهم على الحياة السياسية والموارد الاقتصادية، ولعبوا في التركيبة السكانية والاجتماعية والجغرافية في ايران بقرار سياسي مستبد على الرغم من محاولتهم ايجاد المبررات الدينية المتطرفة التي البست ثوب الشريعة والشرعية.
وبعد ما يقارب عشرة سنوات اكتشف حكام ايران الجدد من الملالي ان دورهم السياسي قد يتطلب اتخاذ قرارات يتماشى مع مصالحهم ، والاكن تتناقض مع تعاليم الدين و مبادئ الثورة بشكل مفضوح منها محاولة توريث الثورة من قبل آية الشيطان “الخميني” التي تعتبر الخدمة الأخيرة للكهنة قبل وفاته في حزيران (1989م).
وفي عام 1988م أرسل مجموعة رسائل شهيرة الى مجلس الأوصياء تفيد بتعيين علي خامنئى مرشداً للثورة من بعده وتضمّنت هذه الرسائل مجموعة فتاوى تخوّل السلطات الإيرانية بتكوين إمبراطورية جديدة يسهل لها التوسع والتمدد والتصدير الثورة إلى الدول المجاورة مهما كانت الكلفة وتذليل كل الصعاب من أجل ذلك حتى لو كان على حساب مقدسات أو شرائع دينية إذا لم تخدم مصالحها!
وقد تضمنت هذا الرسائل تفويض المرشد للجمهورية الاسلامية بأن له الحق في هدم أي جامع أو مسجد وإيقاف أي حد من حدود أركان الاسلام الخمسة اذا ما اقتضت الحاجة لذلك!
وأوضحت فتاوي الخميني ان العبرة ليست بما يقوله الاسلام بل بحاجة الحوزة العلمية الدينية -المذهبيّة- (بقم!!) التي تصنع الرؤية للثورة وتصديرها وما ينبغي أن تقوله الحوزة فيها!
نفس السيناريو أو الموقف البراجماتي الذي أتخذه هذا الكاهن الجديد السيد/على خامئني في أكتوبر 2003م عندما اشتدت مخاوف المجتمع الدولي من تطور قدرة الجمهورية الماجوسية!! على إنتاج أسلحة نووية واعتزامها بناء مفاعلها النووي، حينها استخدم خامنئي فتوى (التقيّة) الشهيرة بتحريم انتاج كل اسلحة الدمار الشامل الخبيثة، واعتبرت هذه الفتوى تعكس الموقف الشرعي المقدس، وكانت غاية الجمهورية الايرانية من هذا التصريح أو الفتوى هو طمأنة للدول المجاورة وخداع المجتمع الدولي بأن ايران لا تنوي إمتلاك قنبلة نووية بسبب تحريم عقيدتهم لها، وبعد سنوات حققت الجمهورية الإيرانية ما كانت تبتغيه من برنامجها النووي، واتضح للعالم أن ايران كانت تخفي الحقيقة خلف فتاوى واهية لا تعكس حال الواقع الفعلي وهي مجرد غاية لكسب الوقت، وقد حاول مرشد الثورة التراجع عن فتواه الشرعية في رسالة خطية موجهة الى مؤتمر نزع السلاح النووي الإيراني وكان ذلك في ابريل عام 2010 م حيث قال فيها بأن العبرة باستخدام الطاقة النووية السلمية!! وهذا لايشكل اي انتهاك للشرعية الإسلامية! ومن هذا ألمنطلق استخدم الفيتو( التقيَّ) بالتلاعب بالفتوى.
وحاول ولايتي سكرتير المرشد تخفيف الضغوط الدوليه، وفسرها السيد علي خامنئي بقوله من حق ايران شرعاً وعرفاً ان تتقدم وتصبح دولة نووية، وتقف ضد أعداء الأمة الأيرانية!!
ومثل هذه المعادلات واضحه ، وعليهم العودة إلى المجتمع الدولي، بإعلان قبولها بالشروط الاثني عشر، والمعادلة السياسية الحالية لا تقبل التجزؤ ولا القسمة على اثنين !!.
التعليقات
أشكرك أستاذ /
عبدالله .
على قرأتك للمقالي وعلى تعليقك الشامل .
حكم الملالي أنتهى بحرب ، والحرب مستبعده أو بدون حرب
سوى فتره من الوقت ، أما الشعب الأيراني مقلوب على أمره.
عمليات الطرد والتهجير قائمه على قدم وساق ليس في ايران وحدها بل في العراق وسوريا واليمن فأينما حل المشروع الايراني حلت النكبات والمأسي والويلات
الطائره الفرنسيه التي حملت الخميني حملت عواصف وأعاصير لا تقل قوتها عن القرار بانشاء دولة اسرائيل
ثلاث نكبات حلت بالأمه العربيه والاسلاميه لا تدري أيها أخطر من الأخرى
1- قيام دولة اسرائيل
2-وصول الخميني الى طهران
3- غزو العراق للكويت
طبعاً يتخللها نكبات كثيره ومتعدده لكنها نتيجه وتبع لما قبلها
ايران رفضت مراراً وتكراراً الدعوات العربيه للمصالحه وحسن الجوار وهي تعرف أنها دعوات صادقه لكنها تدعي أنها دعوات أصلها الخوف ومنبعها درء الخطر وتجنب الشر لكنها دعوات صادقه لخير ومنفعة الشعوب
ايران رفضت دعوات المصالحه لأنها هي أصلاً غير متصالحه مع نفسها
فأنت لا تستطيع مصالحة الناس الا اذا كنت متصالحاً مع نفسك ولو حاولت فانها ستكون محاولات خجوله متردده سرعان ما ترتد وتنكشف وتكشف وجهها الحقيقي وتبوء بالفشل والخسران
ايران لا تستطيع أن تخرج عن طورها ودورها المرسوم لها لانها لو خرجت انهارت وقد قلت هذا الكلام في مشاركات متعدده على صحف متعدده
اذ أن مبدأ تصدير الثوره الذي قام عليه نظامها عام 1979 يحدد مسارها ومصيرها ..مسارها المرسوم ومصيرها المحتوم
اذا غيرت من سياساتها بما يناقض المبدأ سقطت واذا أبقت عليه سقطت
لا مفر من السقوط لذا يفضل الملالي السقوط المشرف على المبدأ المقرف
الحلف الصهيو صفوي حلف مقدس قائم على الشراكه في تفتيت الأمه وتشويه الاسلام وقد نجحوا نجاحاً باهراً
فترى الملالي يتندرون في مجالسهم بالانتصارات العظيمه الي حققتها ثورتهم في احتلال الدول وبسط السيطره ونشر المذهب ببركة المذهب وصحة المعتقد
وترى اليهود يتندرون في مجالسهم بنفوذ دولتهم وقهر العرب مجتمعين بسر وبركة التوراه والتلمود
لا هذا له بركه ولا ذاك له بركه البركه في القوى الاستعماريه التي أعانتهم ويسرت أمورهم وعبّدت طرقهم
المشروع الصهيوني في أخره والمشروع الصفوي في أخره لأن قوى الشر في الغرب التي راهنت على المشروعين أكتشفت فشلهما الذريع بعدما تحسست وجنت فشل المراهنه عليهما
الأن الغرب يبحث عن البدائل لأنه أدرك النهايه المحتومه للمشروعين الصهيوني والصفوي واذا لم يبحث عن البدائل ويتدارك نفسه فانه سيسقط معهما لا محاله
والغرب لديه من المفكرين الاستراتيجيين الذين ينصتون لنبض حركة التاريخ بحرفيه عاليه واقتدار يحسدون عليه
لذا أرى والله أعلم أن المستقبل القريب مشرق بشرط الكف عن جلد الذات.
تعليك جميل والأجمل مرورك على هذا المقال لا عدمناك
تعليك جميل والأجمل مرورك على هذا المقال لا عدمناك
تعليك جميل والأجمل مرورك على هذا المقال لا عدمناك
هذه مشكلة إيران الغبية دولة دكتاتورية مايهما مصلحة شعبها ودائماً تسعى للخراب والدمار والدليل على ذلك أنها ليست متصالحة مع دول الجوار الخليجي وأولها دولتنا الغالية والغريب في الأمر أنها تقتل وتعدم أناس أبرياء ليس لديهم ذنب من نساء ورجال كل كان مطلبهم أن يعيشوا بأمان وسلام ، نسأل العافية والسلامة إيران دمرت سمعتها مع العالم كله والدليل أنها منعت عن نفسها التطور وجلب سلع الإقتصاد الحيوي والتنموي وهذا الشىء يعاني منه معظم الإيرانيين من مسلمين وغيرهم ، لو أن إيران تفكر بذكاء ومنطق عقلاني وأبتعدت عن التطرف وشن الحروب ودعم الإرهاب كان هي في أرقى التطور والازدهار الناجح لكن هي تريد جلب التعاسة على نفسها أسأل حسن الخاتمة.
اترك تعليقاً